تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 1.00 (تقييم 1)

لفت انتباهي عند تجولي في خدمات الوسيل وضع لوحة إلكترونية في المصاعد بأسماء الموظفين المثاليين، حيث درجت وزارة التجارة والصناعة على تنظيم اللقاء السنوي للاحتفاء بالإنجازات التي حققتها الوزارة خلال العام، عبر القطاعات والوحدات الإدارية المختلفة التابعة لها، ولإلقاء الضوء على الأولويات والمشاريع المستقبلية التي سيتم العمل على تنفيذها خلال العام الجديد، إلى جانب تكريم قيادات وموظفي الوزارة بمختلف فئاتهم.

وتُعدّ الجوائز التي تمنحها الوزارة لكوادرها الوظيفية بشكل سنوي، تأكيدًا على الدور الفاعل للعاملين المتميزين والموظفين المثاليين بكافة فئاتهم في دعم مسيرة الوزارة وتحقيق رؤيتها، وتحفيزًا منها للموظفين في كافة الوحدات الإدارية لبذل المزيد من الجهود والإنجازات، الفعل الذي نتمنى تطبيقه في باقي المؤسسات والوزارات بالدولة لتعزيز أطر الأخوة والتواصل مع جميع الموظفين وإعلاء قيم الفريق الواحد لمواصلة مسيرة العطاء والبناء.

وفي اعتقادي أن تعميم فكرة جائزة الموظف المتميز واستمرارها طوال العام، من شأنه خلق بيئة تنافسية وتحفيز جميع الموظفين على العمل بروح الفريق وتطوير العمل والإبداع والابتكار والانضباط العام، وسرعة إنجاز العمل، كما يساهم تكريم المتميزين في تحقيق الرضا الوظيفي وشعور الموظف المجتهد بالتميز عن أقرانه.

وتأتي مثل هذه الجوائز في سياق ترجمة قرارات وتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لتطوير ورفع كفاءة موظفي القطاع العام؛ وبالمقابل تطوير الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، حيث ترتكز هذه الجوائز على مبدأ التميز بالأداء وفق أسس ومعايير يطبّقها نظام الخدمة المدنية ولجنة متخصصة تحرص على اختيار من يستحق أن يكون مثاليًا بكل شفافية ونزاهة وحيادية، باعتبار أن جائزة الموظف المثالي جاءت لمكافأة الجهد المتميز، وترسيخ مفاهيم التنافسية بين الموظفين، وتحفيزهم لتقديم المزيد من العطاء، في ظل وجود كثير من الموظفين الذين يحرصون على أداء الأفضل انطلاقا من حب الوطن الذي نسعى دائمًا لرفعته من خلال التفاني في العمل وتقديم الخدمة المميزة لكل فئات مجتمعنا.

ونصيحتي لكل إنسان لا تمارس عملك كموظف، بل مارسْه كقائد يحب وطنه، وكصانع يعشق صنعته، وكفنان يبدع فنه، إذ يقول الأديب الروسي المشهور مكسيم غوركي: «عندما يكون العمل مبعث سرور.. تكون الحياة سعيدة، وعندما تشعر أنه واجب.. تكون الحياة مجرد استعباد»، فالسعادة والرضا في العمل مطلب أساسي من متطلبات النجاح والإبداع، وكما تقول الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي: «إنّ راحة القلب في العمل، وإنّ السعادة هي أن تكون مشغولًا، إلى حدّ لا تنتبه معه أنّك تعيس».. لذلك ‏حدّث نفسك كثيرًا عن العمل، الاجتهاد، المثابرة، حب الإنجاز، وتخيّل متعة بلوغ هدفك، وانتهاء تعبك، بهذه المشاعر تصنع حولك سياجًا متينًا، يمنع تسلل التشاؤم والسلبية إليها.

والله ولي التوفيق،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر