سعدت بالمشاركة في احتفال جريدتنا الغراء الراية بجائزة أفضل صحيفة مقروءة في قطر؛ خلال الحفل الذي أُقيم الأسبوع الماضي بفندق كمبينسكي، بحضور سعادة السيّد رئيس مجلس الإدارة وبقية الأعضاء، بالإضافة إلى رئيس التحرير، ونخبة من الكُتّاب والصحفيين والإعلاميين، وشركاء النجاح من ممثلي الشركات الداعمة، الذين توافدوا جميعهم للاحتفاء بالتميز الذي كان نتاجًا طبيعيًا لمسيرة امتدت لسنوات واكبت الراية خلالها جميع الأحداث العالمية والإقليمية والمحلية، وكانت منبرًا إعلاميًا رائدًا حاز ثقة القراء.
وتعاقب على الجريدة منذ تأسيسها في العام 1979م، نخبة من أبرز القامات الإعلامية والصحفية المتميزة في قطر، وساهموا بقلمهم الحر وأفكارهم الإبداعية، في رسم خريطة العمل الصحفي، وتبنّي قضايا وطنية وتنموية واجتماعية وإنسانية لمواكبة متطلبات كل مرحلة، ومع مرور الوقت وبفضل جهودهم، نالت الجريدة ثقة قطاع كبير من الجمهور، لما انتهجته من أسلوب صحفي قوي في طرح القضايا التي تهم المجتمع، ومواكبة جميع الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية، كما أنها عاصرت أحداثًا كثيرة، وغطتها بكل مهنية؛ وأيضًا عملت على تأليف فريق تجاوز التغطية الخبرية، إلى التغطية الاستقصائية، والتي نقلت نبض الشارع، وتفاعلت مع قضايا المواطنين، لتستطيع خلال هذه المسيرة الممتدة، أن تصبح منبرًا إعلاميًا مرموقًا يشار إليه بالبنان، وشكلت حضورًا متميزًا في وجدان قرائها الأعزاء.
ووفرت الجريدة الأولى في قطر -بتصويت الجمهور- فرصَ تبادل الآراء وطرح الأفكار التي لم تخضع لقياسات مصالح معينة، وإنما اتجهت إلى خدمة الصالح العام وقد تكاملت كفاءة النشر وتنوع الأفكار بل الأسماء التي شملت مشاركة أقلام رصينة عديدة، حيث راعت الجريدة مسؤولية تنمية مشاركة المواطن بعدد كبير من الكتّاب والصحفيين المحليين وهي مهمة ليست بالسهلة، كما حرصت الصحيفة منذ تأسيسها على رفع الوعي لدى المواطنين بقضايا وطنهم وأمتهم العربية إيمانًا منها برسالتها الإعلامية السامية، وعلمت بكل موضوعية ومهنية على نيل ثقة قرائها والحفاظ على مبادئها وثوابتها الوطنية والقومية، وسعيها الدائم لمواكبة أحدث تكنولوجيا العصر في المجال الإعلامي، بما يضمن لها مكانتها الرائدة في عالم الصحافة الوطنية الملتزمة بصدق الكلمة والأمانة في نقل الخبر والتناغم مع متطلبات السماوات المفتوحة في عصر الإعلام الرقمي والإلكتروني بما يرقى إلى طموحات وآمال القارئ الذي تضعه دائمًا في المقام الأول.
وترك الاحتفالُ الذي أقيم بفندق كمبينسكي مطلع الأسبوع الماضي أثرًا طيبًا في نفوس من تم تكريمهم، سواءً كانوا من القيادات الصحيفة ورؤساء الأقسام والصحفيين والكُتاب أو شركاء النجاح من الجهات الداعمة والراعية، خصوصًا أن هذا التكريم سيشجعهم على بذل المزيد من الجهود للمحافظة على مكانة الجريدة المرموقة، في التعبير عن نبض المجتمع وقضاياه، وإبراز الوجه الحضاري لدولة قطر، باعتبار أن الصحافة الوطنية أرست منذ تأسيسها نموذجًا فريدًا في تعزيز حرية الرأي والتعبير، ونجحت في نيل ثقة واحترام الجميع.
وما حققته الراية من إنجاز جعلها الصحيفة الأولى في قطر، ما كان له أن يحدث لولا بيئة العمل المثالية التي توفرها الجريدة للعاملين، فالسعادة والرضا في العمل مطلب أساسي من متطلبات النجاح والإبداع، وكما تقول الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي: «إنّ راحة القلب في العمل، وإنّ السعادة هي أن تكون مشغولًا، إلى حدّ لا تنتبه معه أنّك تعيس».. لذلك حدّث نفسك كثيرًا عن العمل، الاجتهاد، المثابرة، حب الإنجاز، وتخيّل متعة بلوغ هدفك، وانتهاء تعبك، بهذه المشاعر تصنع حولك سياجًا متينًا، يمنع تسلل التشاؤم والسلبية إليها.
والله ولي التوفيق،،،
أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر