تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

تنظيمُ دولة قطر الدورة التاسعة، من معرض قطر الزراعي الدولي، والثالثة من المعرض البيئي الدولي، يؤكِّدُ مدى الثقةِ التي باتت تتمتعُ بها صناعة المعارض والمؤتمرات في قطر، على الرغم من الظروف الاستثنائيَّة التي يشهدُها العالم، بسبب تحديات جائحة كورونا، إلا أن قطر أصبحت وجهةً جاذبةً للمعارض والمؤتمرات العالمية، الأمر الذي ينعكسُ إيجابًا على رفد قطاع السياحة المحلية، ودعم الاقتصاد الوطني للدولة.

ولا شكَّ أن قطر تمتلكُ كافة المقومات اللازمة، التي تؤهلها لقيادة المنطقة في صناعة المعارض والمؤتمرات، بما تمتلكه من بنية تحتية ذات مستوى عالمي، فقد استثمرت في تطوير مجموعة فريدة من مرافق الفعاليات الحديثة، لعل أبرزها مركز «قطر الوطني للمؤتمرات» ومركز «الدوحة للمعارض والمؤتمرات»، اللذان تمَ إنشاؤهما وَفقًا لأعلى المعايير الدولية، وهي مراكز مهيأة لاستضافة أكبر المؤتمرات والمعارض الدولية.

وتكشفُ النسخةُ الحالية من المعرض، عن المستوى العالي من الوعي بين أوساط المصنِّعين والموزعين والموردين العالميين للاستفادة المثلى من الفرص الواعدة التي يقدمُها المعرض، باعتباره منصةً مثاليةً لترسيخ أواصر العمل والتعاون مع صناع القرار، إذ يكتسبُ المعرضُ أهميته من كونه منصة استراتيجية لاستكشاف آفاق جديدة للارتقاء بالقطاع الزراعي القطري باعتباره عصب الأمن الغذائي الذي يأتي في مقدمة الأولويات الاستراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، كما يعتبر المعرض البيئي منصةً فعَّالةً لطرح حلول بيئية مبتكرة لمواجهة التحديات الحالية والناشئة وفرصة لتبادل الخبرات الدولية والمحليَّة.

كما أن تنوع هذه الفعاليات والمؤتمرات، يساهمُ في استقطاب المزيد من الاستثمارات إلى السوق المحلي، لا سيما معرضَي قطر الزراعي والبيئي، اللذين يقامان حاليًا بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، إذ يؤكدُ تفوق دولة قطر في سياحة المؤتمرات والفعاليات، والتي تصبُّ في صالح تحقيق التكامل السياحي بحيث تصبح الدوحة وجهةً سياحيةً متنوعة الأهداف، ومثالية لرجال الأعمال وللسياح معًا، كونه يعملُ على رفع شهية المستثمرين، لضخ المزيد من الاستثمارات في السوق المحلي، حيث يوفرُ الكثير من الفرص الاستثمارية، في مختلف مجالات البيئة والزراعة المستدامة، الأمر الذي يساهمُ في استقطاب المزيد من الباحثين عن اقتناص مثل هذه الفرص الاستثمارية التي توفرُها مثل هذه المعارض العالميَّة. وتشيرُ المعطيات إلى أنَّ الاستحقاق التاريخي لدولة قطر في استضافة كأس العالم 2022، يعملُ على توجيه بوصلة صناعة المعارض والمؤتمرات إلى الدوحة، باعتبار أن قطر الآن لديها الإمكانات الكبيرة التي تؤهلها لقيادة المنطقة في قطاع استضافة المعارض والمؤتمرات العالمية والدولية، التي أصبحت تكتسبُ أهميةً خاصةً في ظل اكتمال الاستعدادات الخاصة باستضافة المونديال، ليشير استمرار الفعاليات والمعارض العالمية التي تستضيفُها الدوحة بشكل دوري، إلى أن قطر تمضي نحو المستقبل وَفق خطط استراتيجية مدروسة.

ويعززُ معرضا قطر الزراعي والبيئي جسور التواصل، ويفتحان آفاقًا أكبر للتبادل التجاري والاستثماري بين دول المنطقة والعالم، كما يساعدان الدول المشاركة على التعاون في رسم مسار المستقبل، وإيجاد حلول جماعية مستدامة للتحديات العالمية الأكثر إلحاحًا في الوقت الراهن، انطلاقًا من التحديات الاقتصادية والبيئية والمناخيَّة، واستعراض أهم الابتكارات الحديثة في التقنيات الزراعية، إلى جانب عقد سلسلة من المحاضرات والاجتماعات لمناقشة المشاريع الحالية والمستقبلية في القطاع الزراعي مع أصحاب الشركات الزراعية الإقليمية والدولية، وخبراء الزراعة والجهات الحكومية والاختصاصيين البيئيين ومقدمي التكنولوجيا، وسيقدمُ المعرضان للزوار فرصة استكشاف مجموعة واسعة من التقنيات الزراعية، والآليات، والمنتجات ذات الصلة، والارتقاء بصانعي القرار الرئيسيين، والتعرف على أفضل الممارسات في هذا القطاع الحيوي، كما سيحددان المتطلبات الضرورية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المُستدامة.

والله ولي التوفيق،

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر