تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

شكّلت مشاركةُ المرأة القطريّة في أوّل انتخابات لمجلس الشّورى نقطةً محوريةً سيكونُ لها نتائجُ مستقبليةٌ بالرغم من عدم حصولِها على أيّ مقعد في المجلس المنتخَب، في ظلّ المكتسبات التي حققتها المرأة في قطر باعتبارها مساندةً للرجل في المواقع كافة.

والعلامة الفارقة التي شكّلتها انتخاباتُ مجلس الشورى للمرأة في قطر ليس من حيث نسبة ترشحها في الانتخابات فحسب، بل مُشاركتها أيضًا في التصويت، حيث كانت الرقْم الراجح في تمكين المرشّحين الفائزين من الدخول للمجلس المنتخَب، الأمر الذي سيُسهم في تنفيذ برامجهم الانتخابيّة التي تجعل من قضايا المرأة أولوية في الفترة المقبلة.

والمتتبع لمسيرة مجلس الشورى القطري يرى أن تعيين عضوات في المجلس السابق، لم يكن من قبيل المصادفة، بل هو انعكاس لرؤية القيادة الرشيدة للدولة، التي آمنت بقدرات المرأة القطرية، كما أنه إجراء له مغزاه الواضح، في تأكيد أهمية دور المرأة القطرية، في صناعة المشهد السياسي محليًا، إلى جانب مشاركتها على المستوى العالمي.

وأبرزت دولة قطر بصورة لا تخطئها الأعين الدور الجلي للمرأة، وذلك بتعزيز دور المنظمات الاجتماعية التي تعنى بشؤونها، معبرةً عن الإيمان العميق بمكانة المرأة القطرية، وقدرتها على تولّي أعلى المناصب، وأداء الأدوار المنوطة بها بكل حيوية وفاعلية ومسؤولية.

ولا بدّ هنا من التأكيد على دور القيادة الرشيدة، التي حملت على عاتقها مسؤولية إيصال المرأة القطرية لبرّ الأمان، من خلال ما أولته من اهتمام لكافة الجوانب الهادفة، ما ساهم في إبراز دور المرأة القطرية، وتحفيزها للنهوض بالمجتمع، وتنويع مصادر الموارد البشرية، حيث لم تدخر جهدًا في سبيل تحقيق نقلة نوعية على مُستوى التعليم، وتأهيل جيل جديد مُتكافئ ومتناغم مع تطوّرات العصر.

ويظهر ذلك جليًا في تبوُّؤ المرأة القطرية المناصبَ العُليا في الدولة، حيث كانت سعادةُ السيدة شيخة المحمود أوّل وزيرة للتعليم وأوّل سيدة قطرية وخليجية تتبوأ هذا المنصب الوزاري المهمّ، كما عينت لاحقًا الدكتورة شيخة عبد الله المسند رئيسة لجامعة قطر، وهي أوّل سيدة تتولى هذا المنصب.

ولم يخلُ مجال القانون من عمل المرأة القطرية، فقد ترأست عدة أقسام في وزارة العدل، وعُينت السيدة مريم عبد الله الجابر أوّل وكيل نيابة على مُستوى الخليج، في سابقة اعتبرت أيضًا الأولى من نوعها على مُستوى دول المنطقة.

وواصلت المرأة القطرية عملها أيضًا بنجاح في المجال الصحي الذي تبوأت به مناصب عُليا، دللت على نجاحاتها في التطوير والعمل، حيث عُينت سعادة الشيخة غالية بنت محمد بن حمد آل ثاني وزيرة للصحة، كما عُينت المرأة في العديد من المناصب كمديرة لمؤسسة حمد الطبية ومسؤولة عن إدارة التمريض والصيدلة والمراكز الصحية.

وبرزت المرأةُ القطرية أيضًا في القطاعات المالية والاستثمارية، حيث أدارت سعادة الشيخة هنادي بنت ناصر آل ثاني شركة الاستثمار الأولى التي أُنشئت في المنطقة، مؤكدةً بذلك قدرة المرأة القطرية في تحمّل الأدوار القيادية، وتكوّنت رابطة سيدات الأعمال القطريات.

وشمل دور المرأة القطرية العمل الدبلوماسي الذي تبوأت به المناصبَ العليا، مؤكدةً بذلك مشروعيّة حقّها في تمثيل دولة قطر بالخارج، حيث تم تعيين سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني كأول سفيرة تعمل في منصب المندوب الدائم لدولة قطر لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف، ثم أصبحت المندوب الدائم لدولة قطر في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

كما تمّ تعيين مساعد وزير الخارجيّة الحالية، سعادة لولوة الخاطر متحدثًا رسميًا باسم الوزارة، لتكون بذلك أوّل امرأة قطرية تتقلد هذا المنصب.

والله ولي التوفيق،

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر