تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

يحاولُ كل إنسان الاجتهادَ في دراسته وعمله، من أجل إثبات ذاته، وتحقيق أهدافه، لذلك فإنّ تطوير الذات من الأمور المهمة التي يجب على كل شخص أن يقومَ بها بشكلٍ دائم في حياتهِ، وذلك لأنّ ركود الذات وعدم التطوير الذاتي بشكلٍ مستمر يؤدي مع الأيّام لتراجع ذكاء الإنسان وقدراتهِ العقليّة والإبداعيّة، وحتى لا يحدث ذلك يجب على الفرد أن يعملَ على تقييم نفسه بين الحين والآخر، والوقوف على النقاط الإيجابية في شخصيته، والعمل على تطويرها وفهم النقاط السلبية لديه، والعمل الجاد على التخلص منها.

تعتبر الثقة بالنفس من أهم جوانب الشخصية، التي يتوجب على الفرد الوقوف عندها والعمل على تطويرها، لأن الإنسان الذي يفتقدُ الثقة بنفسه، لن يستطيعَ أن يقدمَ أي إنجاز، وسيكونُ وجوده بلا معنى، لذلك عليك أن تكونَ في تحرك وتطور مستمرين، وأن تساعدَ نفسك على اتخاذ القرارات، وألا تقول: لا يوجد وقت لإحداث تغيّر في حياتي، لا يا عزيزي أنت من تجعل الاستحالة موجودة وتجعلها تحيطك، فإذا قررت وفكرت وخططت وقمت بالفعل فلن يكونَ هناك مستحيل لبناء شخصية قوية قادرة على إثبات الذات.

ولا شك أن الإنسان يستمدُ ثقته بنفسه من الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فالمولى عز وجل خصّ كل إنسان بصفة مميزة عن غيره من البشر، فإن كان هناك من لديهم قدرات إبداعية مثل الشعر أو الكتابة الأدبية أو الرسم أو غيرها، فهناك آخرون لديهم قدرات علمية تؤهلهم لاستخدام تلك القدرة في الدراسة والبحث، لهذا يجب على كل إنسان أن يبحثَ بداخله ويؤمن بأنه قد خلق للحياة لسبب ما هو فقط من يستطيع أن يبرزَ فيه، ويؤمن أيضًا بأن هناك ما يميزه عن غيره، ويجب أن يحاول المرء جاهدًا أن يستفيد ويطور من ذاته حتى يحققَ أهدافه.

ويستطيعُ الشخص الواثق من نفسه اتخاذ قرارات مصيرية قد تغيرُ من واقعه وتحقق أمنياته ورغباته، ويستطيعُ كذلك تحقيق أهدافه وتطلعاته بسهولة، ويتحمل نتيجة قراراته، فالشخص الواثق من نفسه لديه ثقة بقدراته، وهو راضٍ عن نفسه بشكلٍ كبير، بينما يعاني أصحاب التقدير المنخفض للذات بصعوبات عند إتمامهم أي أمر، رغم تساوي الإمكانات والمواهب لدى الفئتين، لذلك لا تقارن نفسك بالآخرين، وتأكد أن كل شخص مختلف، فمن أهم ما كرم الله به الإنسان، أن أعطاه القدرة على التفكير والإبداع والتعلم والتواصل والتطوير.

وفي اعتقادي أنَّ الإنسان الذي يعتمدُ على الآخرين في تقدير ذاته قد يفقدُ يومًا هذه العوامل التي يستمدُّ منها قيمته وتقديره، وبالتالي يفقدُ معها ذاته، لذا لا بدّ أن ينبعثَ الشعور بالتقدير من ذاتك، وليس من مصدر خارجي يُمنح لك، فإذا اخترنا لأنفسنا التقدير وأكسبناها الاحترام، فإننا اخترنا لها الطريق المُحفّز لبناء التقدير الذاتي والثقة بالنفس، مع ضرورة تقبل نفسك أولًا كما هي بدون قيد ولا شرط، مع عدم الإنكار والاعتراف بجوانب القصور والضعف، بمعنى ليس ضروريًا أن تكونَ إنسانًا مثاليًا في كل شيء، حاول محاربة إحساس البحث عن الكمال؛ لأن الكمال لله وحده، والكمالية في الأشياء مستحيلة، وتقلل تقدير الذات والثقة بالنفس.

ختامًا عزيزي القارئ، كن واثقًا في نفسك دائمًا ولا تجعل أي مشكلة من مشاكل الحياة تهدد أحلامك بالانهيار، اجعل أهدافك دائمًا أمام عينك، وعليك أن تتحدى مخاوفك، وفكر باستمرار في أنك مميز وثق بنفسك، الفشل هو بداية جديدة وليس نهاية كما يعتقدُ كثير من الناس، فقط تعلم من أخطائك، فالثقة بالنفس من أهم أسباب النجاح، والتحلي بالأخلاق الكريمة من أسمى الصفات، فإذا كنت ممن يتحلون بهذه الصفات فابتسم، إنها أول خطوة في طريق النجاح.

والله ولي التوفيق،،،

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر