تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

هناك العديد من المواضيع التي أودُّ التطرقَ إليها بمُناسبة بَدء العام الدراسي الجديد، ولكن في اعتقادي أن الأولوية يجب أن تكونَ لموضوع التغذية المدرسية، التي تمدُّ الطالبَ بالطاقة اللازمة لتحصيل دروسه، كونها تلعب دورًا مُهمًا في تزويده بالحيوية والنشاط والتركيز طَوال ساعات اليوم الدراسي.

وبات في حكم المؤكد علميًا، أن التغذية السليمة والمُتوازنة ضرورة لا غنى عنها لتحقيق النجاح المدرسي، نظرًا لدورها في تقوية التركيز، ومُضاعفة القدرات العقلية، والتأثير إيجابًا على المهارات الذهنية، مثل تذكّر المعلومات واستيعاب الدروس.

وبحسب الخبراء، فإن تأثير العناصر الغذائية يختلف تبعًا لأدوارها ووظائفها وأهميتها لجسم الإنسان. فعلى سبيل المثال، نجد أن الجلوكوز هو الوَقود للطاقة في خلايا المخ، ولهذا يتأثر عمل الدماغ إذا لم يتناول كَميات كافية منه، وينعكس ذلك إحساسًا بالخمول والتعب.

لذلك، نُحذّر من الاستخفاف بموضوع التغذية المدرسية، من قِبل الناشئة وبعض أولياء الأمور، في ظل الاهتمام العالمي المُتزايد بهذا الشأن؛ فالكثير من طلاب المدارس اليوم اتجهوا إلى الوجبات السريعة بسبب توافرها بسهولة، وأحيانًا يكتفي هؤلاء الطلاب بأي شيء يقع تحت أيديهم من المقصف المدرسي، مُكتفين بكونه لذيذ الطعم، كالسكاكر، والحلويات، والمشروبات الغازية، ولكن التغذية السليمة هي أبعد ما تكون من ذلك.

وأهم عنصر يجب أن يتوافرَ في أي وجبة مدرسية أو حتى أي وجبة عادية نتناولها أثناء اليوم، أن تكون وجبة مُتّزنة، بمعنى أن يكون فيها حاجة للطفل من البروتينات والنشويات والدهون، بالإضافة إلى الألياف. والاتّزان يُقصد به ألا تكون نسبة الدهون كثيرة أو البروتين قليلة باعتباره مصدر الطاقة، وفي الوقت ذاته يجب ألا تكون النشويات موجودة بنسبة كبيرة في الطعام. نعم نحن نحتاجها، ولكن بمقدار معين؛ لأن النشويات مُشكلتها أنها بعد استراحة الأكل تجعل الطالب يشعر بنوع من الخمول، وهذا بالطبع سوف يؤثّر على استيعابه للدروس.

لذلك، يُشيرُ خبراء التغذية إلى أهمية وجود مُكوّنات الألبان جزءًا أساسيًا من الوجبة المدرسية؛ لأنها تحتوي على الكالسيوم الذي يُحافظ على نشاط الخلايا العصبية لدى الطفل. وحتى تكون التغذية المدرسية مُتوازنةً، لا بدّ من توفير خُطة تثقيفية صحية بالمدرسة، يُوضع من خلالها جدول خاص للأمهات والأطفال، يحتوي على العناصر الغذائية التي يمكن أن تُلبّي حاجة الطفل الغذائية، حيث تُعاني أغلب الأسر من مُشكلة اختيار الوجبات الغذائية لأطفالهم أثناء فترة الدراسة، وتكون هذه الخُطة بمثابة ثقافة صحية تقي الأطفال من الإصابة بأمراض السمنة وغيرها من الأمراض المُرتبطة بنوعية الغذاء.

ومن أهم النصائح التي يمكن أن نُقدّمها للأسر، عدم تشجيع الطلاب على تناول الشوكولاتة، ورقاقات البطاطس (الشيبس) والمشروبات الغازية التي قد تحتوي على ما يُعادل 12 ملعقة صغيرة من السكر، كما ننصح أسر الطلاب بأن يُزوّدوا حقائب أطفالهم بالماء والحليب وعصائر الفواكه غير المُحلّاة.

والله ولي التوفيق،،،