تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

أصبح شبابنا وأطفالنا اليوم في خطر، بسبب جلوسهم لفترات طويلة أمام الشاشات، أثناء فترة الإجازة الصيفية، نتيجة إدمان أغلب الأبناء لألعابَ الإلكترونية، التي تتربح -من وراء انتشارها- الشركات الكبرى في العالم، فقد ساهمت بمُنتجاتها من الألعاب، في تدمير عقول النشء والشباب وجعلتهم يُهدرون الوقت بلا فائدة.

ويلاحظ أنَّ الشباب والأطفال في العطلة الصيفية يبحثون عن طريقة لإشغال أنفسهم وتعبئة أوقات فراغهم؛ إذ يجدون ملاذهم بالألعاب الإلكترونية التي تُشكّل لهم مساحةً واسعةً للترفيه عن النفس، لدرجة أن بعض الأطفال باتت حياتهم تنحصر خلف تلك الشاشات، الأمر الذي يتسبب حتمًا في الهشاشة النفسية وقلة التركيز وتراجع التحصيل الأكاديمي، وانعدام التواصل مع المُحيط الأسري والانغماس في عالم الخيال.

ولقد أثبتت التجارب أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت سلاحًا ذا حدَّين، كون الفرق -بين إيجابياتها وسلبياتها- باتَ يتوقف في عصرنا هذا على مدى استخدام الفرد لها، فإذا استخدمها الفرد كنوع من المعرفة، ومُسايرة الواقع، لمُتابعة ما يدور خارج النطاق الذي يعيشُ فيه، أصبحَ الأمرُ إيجابيًا، والعكس، إذا لم يستخدمها بالشكل الصحيح، أصبح الأمر سلبيًا، بحيث يستخدمها في غير موضعها، كتضييع الوقت في الألعاب الإلكترونية، التي أصبحت إدمانًا لا يستطيع الفرد الإقلاع عنه، كإدمان المواد المُخدِّرة تمامًا.

فإذا أردنا الاستفادة من التطوّر التكنولوجي في حياتنا، يجب أن يكون تركيزنا مُنصبًا في الجوانب الإيجابية، التي تُجنّب شبابنا وأطفالنا أضرار التكنولوجيا في عصرنا الحالي، مع ضرورة توجهنا نحو مُراجعة النفس حول ما تعنيه التكنولوجيا بالنسبة لنا، وبالتالي رفضنا للمنتجاتِ والخدماتِ التي لا تُلبّي احتياجاتنا، حتى يكون الإنسان لديه حُرية الاختيار في الاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة بالشكل الذي يُلبّي احتياجاته.

وينبغي على الوالدين تحديد مدة زمنية للعب على الأجهزة الإلكترونية بالاتفاق مع طفلهم، كي لا يُسرفَ في الكثير من الوقت في اللعب، وبالتالي يتطور الأمر إلى إدمانه اللعب، كما يجب أن يطّلع الوالدان على غِلاف كل الألعاب الإلكترونية عند شرائها، حيث يوجد على كل غِلاف تقييم إرشادي، تبين فيه تعريف اللعبة والعمر المُلائم لها، وإذا كانت الألعاب عبارة عن تطبيقات تثبت على الهواتف أو الأجهزة الأخرى يجب تفقدها من قِبل الوالدين.

ولكن الأهم من كل هذا أن تقوم الأسر بدمج الأطفال في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية والثقافية التي تُقدّمها المراكز الشبابية في فترة الإجازة الصيفية، من خلال البرامج والفعاليات التي تجمع ما بين الفائدة والمَرح عن طريق التنوع في برامجها الصيفية، بإضافة أفكار جديدة بواسطة الاستماع لمُقترحات وأفكار المُنتسبين، والعمل على تطبيقها في أرض الواقع، بهدف مَلء أوقات الفراغ بكل ما هو مُفيد للشباب والطلاب، والعمل على تنمية مواهبهم وصقل مهاراتهم؛ ما يُحقق الاستفادة المُثلى من فترة الإجازة الصيفية، التي يتمتع خلالها الأبناء بالأنشطة المُتنوّعة، والتي تُعبّر عن طاقاتهم وابتكاراتهم وإبداعهم في مجالات مُتنوّعة.

وفي اعتقادي أن أهم عنصر تستند إليه الأنشطة الصيفية هو الترفيه، وتحقيق أوقات لطيفة مُفيدة مُناسبة للطفل في أعمار مُختلفة، هنا يتحقق هدف الدعم النفسي للطفل بتخلّصه من الطاقات السلبية والطاقة الزائدة عن طريق الترفيه والتحرر من أي قيود تؤثر على قدرته نحو الإبداع والتعبير عن الذات؛ لذلك تُعدّ الأنشطة المدرسية الصيفية من أهم الوسائل التربوية التي تُساهم في بناء وتربية الطلاب في جميع المراحل التعليمية، على الجوانب العقلية والنفسية والبدنية والاجتماعية كافة، بالإضافة إلى الخبرات المُتنوّعة المُكتسبة، من خلال مُمارستهم الأنشطة المُختلفة، حيث يمرّ هؤلاء التلاميذ بأهم مرحلة في حياتهم، وهي المُراهقة التي تنعكس سلبًا أو إيجابًا على حياتهم المُستقبلية شبابًا ورجالًا في المُجتمع.

والله ولي التوفيق،،،