تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

أوفت دولة قطر تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدى، بكل الوعود التي قطعتها على نفسها، قبل «12» عامًا بتنظيم نسخة استثنائية من المونديال، وما تُحققه البطولة الآن من نجاح على كافة الأصعدة سيظل موضع اعتزاز لدولة قطر وشعبها وشبابها الذي كان يقف خلف القيادة وهي تُحقق الإنجاز بجهدها وفكرها وعملها الجاد والمتواصل على مدى اثني عشر عامًا.

ولم تكن عبارة صاحب السمو: «مونديال قطر.. بطولة لكل العرب»، التي قالها سموه في نهاية مونديال «2018» وهو يتسلم من الرئيس الروسي، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بشكل رسمي استضافة قطر مونديال «2022»، مجرد عبارة تسويقية للحدث الذي يُقام لأول مرة بمنطقة الشرق الأوسط، وإنما واقع تؤكده المُعطيات يومًا بعد يوم، فالمُنجزات التي تمت منذ إعلان شرف الاستضافة، كفيلة بأن تجعلَ من مونديال قطر، مفخرةً للاتحاد الدولي لكرة القدم، وللدولة المُضيفة، ولكل العرب، على اعتبار أن الخطاب الرسمي، ظل دائمًا يؤكد على الهُوية العروبية لكأس العالم.

وتُعد مُناسبة استضافة المونديال من المُناسبات، التي تجعلنا نتمسك أكثر بوطننا، وأميرنا، وحكومتنا، وعروبتنا، وديننا، ونتفنن فيما بيننا في إظهار مشاعر الفرحة، والتعبير عنها بأي وسيلة إعلامية، فتفيض تلك المشاعر في حب وطننا، وتكاد تبلغ عنان السماء، وتتعدى كل حدود الوصف والتعبير، فلا يُمكن لعقلٍ أن يصف بدقة مُتناهية، ما الوطن وما الذي يعنيه لأبنائه، لتصل في نهاية المطاف إلى نتيجة واحدة، وهي أننا كمواطنين تعلونا مشاعر الفخر والاعتزاز، لأننا قطريون ننتمي لهذه الأرض الطيبة قلبًا وقالبًا، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدى.

ولا شك أنَّ إنجاز استضافة الدولة بطولة كأس العالم قطر «2022» يُمثل حافزًا للشعب القطري، لاستلهام واستخلاص الدروس والعِبر، التي تتلخص في ضرورة الإصرار على العمل، وتجديد العهد والوعد على ترسيخ معاني الفخر والانتماء والوفاء للوطن، فالانتماءُ للأوطانِ يكون بالبذلِ والجهدِ والتّضحيات، كما يقولُ أميرُ الشعراء أحمد شوقي: «وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودَيْن مستحقّ»، فالعملُ على المُشاركة الإيجابيّة في مسيرة النّهضة وتكريس الجهود للعمل المُثمر الهادف، الذي يُساهم في رفعة وبناء الوطن بمثابة ردّ للدَّيْن، لنهيم عشقًا بوطننا الغالي، وهو يُحقّق الإنجازات تلوَ الإنجازات.

ولكل عمل وإنجاز جنوده المجهولون، مَن يقفون خلف الستار أو وراء الكواليس بعيدًا عن الأضواء؛ ليُسطّروا مع الأبطال على المسرح مشهد الختام والإنجاز، هذا الأمر ينطبق أيضًا على الإنجاز القطري في ملف استضافة بطولة كأس العالم «2022»، التي شهدت مُشاركة فاعلة من أبناء الوطن وبناته الشرفاء المُخلصين، الذين وقفوا خلف القيادة الرشيدة وهي تمضي بثبات نحو ملف الاستضافة إلى أن تحقق الإنجاز بافتتاح البطولة على أرض قطر، فالانتماء للأوطان هو حالة من الحبّ مُتبادلة بين الإنسان ووطنه وأهل بلده وأرضه، كان الرسول عليه الصلاة والسلام عندما يمرّ على جبل أُحد يقول: (هذا جبل يحبنا ونحبّه) وهذا من أجمل الأقوال في مُبادلة الحب والمحبة بين الأرض والإنسان.

وقيادتنا الرشيدة لم تترك شيئًا للصدفة في النسخة الـ «22» للمونديال، فقد كان كل شيء مُبرمجًا وَفق خطط واضحة المعالم، وعدم ترك الأمور للمُفاجآت، ولهذا كانت المساعي كبيرة من أجل توفير تجربة خاصة لمُشجعي البطولة لمُعايشة هذه النسخة بصورة مُختلفة عن البطولات التي عايشوها من قبل، لتدون فصلًا جديدًا من فصول استضافة كأس العالم، كأول دولة عربية شرق أوسطية، تحتضن الحدث الكوني الكبير.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر