تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

حياتُنا الآن مليئةٌ بالتكنولوجيا واستخدام الإنترنت والشبكات، سواء للتعلم أو العمل أو الترفيه والتواصل، ما أدّى لزيادة عمليات سرقة بيانات طرق الدفع وكلمات المرور أو البيانات والمعلومات السرية بوجه عام، حتى أصبحت الخسائر الناتجة عن الهجمات السيبرانية تُكلف الشركات مليارات الدولارات سنويًا، لذلك ظهر تخصص الأمن السيبراني وكان هو مصباح الحماية المُنير وسط ظلام الخسائر.

لذلك فإن تطبيق مناهج الأمن السيبراني التعليمية في 170 مدرسة خاصة، سيُحقق إضافةً كبيرةً لحماية الطلبة ووقايتهم من التطوّر التكنولوجي السلبي وزيادة خبراتهم في الذكاء الإلكتروني المُنتشر في السنوات الأخيرة، باعتبار أن مناهج الأمن السيبراني لا تقلُ أهميةً عن كافة المناهج الدراسية التي يتم تقديمُها للطلبة في كل المراحل، وتعتبر مادة رئيسية خلال وقتنا الحالي لارتباطها بمُختلِف المجالات، حيث سيجني الطلابُ والمُجتمعُ ثمارَ هذه المناهج إذا ما تم استحداثها وتطبيقها بصورة مُناسبة لكل مرحلة دراسية خلال السنوات العشر المُقبلةِ.

ويأتي تطبيق مناهج الأمن السيبراني التعليمية في المدارس الخاصة بعد تطبيقها خلال عام 2023 في كافة المدارس الحكومية، وذلك بهدف بناء جيل جديد قادر على التعامل مع العالم الرقْمي بأمان وفاعلية، ورفع وعي الأطفال واليافعين بمُختلف المفاهيم والأسس المُرتبطة بالأمن السيبراني والسلامة الرقْمية، كما تستهدف الطلبة في مُختلف المراحل التعليمية من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي.

وفي اعتقادي يجب أن يُركزَ المنهج على تعريف الطلبة بمفاهيم الأمن السيبراني ومخاطره ومدى تأثيره على سلوكياتهم وقراراتهم ووقاية الأطفال من المخاطر التي قد يتعرّضون لها خلال استخدامهم للأجهزة الرقمية والألعاب الإلكترونية ووسائل الاتصال التكنولوجية، وتفعيل دور أولياء الأمور في المُتابعة والرقابة على استخدامات الأطفال للإنترنت من خلال النشاط العائلي المرفق بالدروس، فقد أصبح «الأمن السيبراني» من أهم التخصصات للحصول على الوظائف الأكثر أهمية في العالم، لإعداد خريجين مُتخصصين في الأمن الرقمي، لتأهيلهم لتأمين عمل الأنظمة الحاسوبية والشبكات ومراكز البيانات، وإجراء التقييم الأمني، واكتشاف الثغرات والتهديدات والهجمات السيبرانية، وكيفية التصدي لها من خلال منهجيات حديثة. وفي رأيي إن مناهج الأمن السيبراني التعليمية التي تحرص الوكالة الوطنية للأمن السيبراني على تقديمها تُعد خُطوةً في الاتجاه الصحيح لضمان معرفة الطلبة بالمخاطر التي قد تنتج عن استخدام التكنولوجيا، حيث أصبح الجميع في هذا العصر يستفيد بشكل مُتزايد من الموارد التكنولوجية، وبالتالي فإن الخطوات الأساسية للحفاظ على هذه الموارد ومُستخدميها آمنين، تتركز حول جعل الأمن السيبراني محورًا مُهمًا في الخطط التعليمية لطلبة المدارس. ويحتاجُ مُجتمعُنا اليوم إلى تطوير قدرات الشباب في مجال الأمن السيبراني، للمُتخصصين منهم في هذا المجال أو العاملين في المجالات المُتعلقة بتقنية المعلومات والحاسب الآلي أو الطلاب والهواة، حتى نمضي بخطى حثيثة نحو صناعة المُستقبل الرقْمي الذي يُعزز سعادة المُجتمع يجب علينا أن نأخذَ في الحسبان الآثار الجانبية للتقنيات الرقْمية، ولا سيما المخاطر السيبرانية التي تؤثر على البنى التحتية الرقْمية وأمن المعلومات.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر