تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل

في زمنٍ سادت فيه وسائل التكنولوجيا الحديثة، أصبح شبابنا في غفلةٍ عن تعلُّم السباحة والرماية وركوب الخيل، بسبب جلوسهم لفترات طويلة أمام الشاشات، لذلك نأمل أن تتبنَّى الأسر أثناء فترة الإجازة الصيفيَّة الحالية تعليم أبنائهم مهارات السباحة، والرماية وركوب الخيل، وأن تعمل على صقل شبابنا وتمكينهم للأفضل دائمًا.

كما يجب أن تحتوي الأنشطة الصيفية التي تقدّمها المراكز الشبابية، على برامج وفعاليات تجمع ما بين الفائدة والمرح من خلال التنوع في برامجها الصيفية، بإضافة أفكار جديدة عن طريق الاستماع لمقترحات وأفكار المنتسبين، والعمل على تطبيقها في أرض الواقع، بهدف ملء أوقات الفراغ بكل ما هو مفيد للشباب والطلاب، والعمل على تنمية مواهبهم وصقل مهاراتهم؛ ما يحقق الاستفادة المُثلى من فترة الإجازة الصيفية.

وينتظر من المراكز الشبابية أن تعمل من خلال خططها وبرامجها الصيفية على تعزيز المواطنة لدى الشباب، وبناء شخصية الفرد المتوازنة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقة بين أفراد المجتمع، وإبراز القيادات الشابة في المجتمع تحت إشراف مدربين ذوي خبرة، وتلبية طموحات الشباب، وتعزيز الجانب الفكري لديهم، وصقل مهاراتهم، إلى جانب زيادة الاهتمام بالبُعدين الاجتماعي والقيادي، واستقطاب أبناء الوطن لتنمية القيم ورفع مستوى الحس الوطني، كذلك دعم أفكار الفتيات والاهتمام بمواهبهن وإبداعاتهن بشكل متواصل.

ونرجو أن تتميّز أنشطتنا الصيفية بالابتكار، وتتضمن مجموعة من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والترفيهية والرياضية والتوعوية والتعليمية؛ التي تساهم في استثمار أوقات فراغ الشباب من خلال البرامج الهادفة والمبتكرة، وتعزيز المهارات لديهم، بجانب توفير أنشطة وورش عمل وبطولات تستحوذ على اهتمامات الشباب بمختلف الفئات العمرية.

وفي اعتقادي أن أهم عنصر تستند إليه الأنشطة الصيفية هو الترفيه، وتحقيق أوقات لطيفة مفيدة مناسبة للطفل في أعمار مختلفة، هنا يتحقق هدف الدعم النفسي للطفل بتخلّصه من الطاقات السلبية والطاقة الزائدة عن طريق الترفيه والتحرر من أي قيود تؤثر على قدرته نحو الإبداع والتعبير عن الذات؛ لذلك تُعدّ الأنشطة المدرسية الصيفية من أهم الوسائل التربوية التي تساهم في بناء وتربية الطلاب في جميع المراحل التعليمية، على الجوانب العقلية والنفسية والبدنية والاجتماعية كافة، بالإضافة إلى الخبرات المتنوعة المكتسبة، من خلال ممارستهم الأنشطة المختلفة، حيث يمرّ هؤلاء التلاميذ بأهم مرحلة في حياتهم، وهي المراهقة التي تنعكس سلبًا أو إيجابًا على حياتهم المستقبلية شبابًا ورجالًا في المجتمع.

وربما تكون فترة الإجازة الصيفية عبئًا على بعض الأسر؛ لكنها المساحة الزمنية الحرة التي يتمتع خلالها الأبناء بالأنشطة المتنوعة، والتي تعبّر عن طاقاتهم وابتكاراتهم وإبداعهم في مجالات الترفيه والسمر والهوايات المتنوعة، حيث تؤكد النظريات التربوية والنفسية أن الاهتمام بالجانب الترفيهي التعليمي لأبنائنا يسهم بصورة كبيرة في بناء شخصيتهم وتطويرها، وتدعيم إرادتهم وطاقتهم نحو النجاح والعيش بإيجابية في الحياة.

وأكثر فترة مناسبة لزرع المسؤولية والرجولة والقدرة على اتخاذ القرار في نفوس شبابنا هي هذه الفترة، فالشاب هو أكثر شخصٍ مناسب يمكننا غرسُ مبادئ الرجولة واتخاذ القرار بداخله منذ الصغر، وبطبيعة الحال فكرة صناعة «شباب اليوم رجال الغد»، فكرة مهمة، لذلك يجب أن تدرج أنشطة تعلُّم السباحة والرماية وركوب الخيل إن لم تكن موجودة ضمن الأنشطة الصيفية، بالإضافة إلى برامج الخدمة الوطنية الطلاب الثانوية، ولا شك أن صناعة الرجال من الصناعات الثقيلة والثمينة والصعبة، فمِن السهل تشييد المصانع وبناء العمارات الشاهقة، والأبراج ناطحة السحاب، لكن من الصعب صناعة رجال عظماء.

والله ولي التوفيق ،،،

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر