تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

أستهلُّ مقالتي الأسبوعيَّةَ هذه المرَّة، برسالة شكر للإخوة في «قطر للسياحة» على جهودِهم المُقدرة في تنظيم «مهرجان قطر للألعاب»، الذي يعتبر الأوَّل من نوعه في قطر، والأضخم على مُستوى المِنطقة، حيث يُشاركُ فيه أكثرُ من «25» علامة من العلامات التجارية الكُبرى الرائدة في عالم الألعاب حول العالم.

ويأتي تنظيمُ هذا المهرجان الضخم ضمن فعاليات حملة «الصيف في قطر» التي أطلقتها «قطر للسياحة»، وتضمُّ فعالياتٍ وأنشطةً مُتنوعةً ومفعمةً بالحيوية، الأمر الذي يُتيح للعائلات والأطفال فرصة الاستمتاع بأجواء صيفية رائعة داخل قطر تُشجّع على السياحة الداخلية، وتدفع الكثيرين لإلغاء فكرة السفر وحضور تلك الفعاليات.

علينا اتخاذ هذا المهرجان كخطوة أولى لتعزيز رزنامة الفعاليات والمهرجانات التي يجب ألا تقتصر على فترة الصيف فقط، لكن يجب تنظيمها بصفة دورية وبشكل يتوزع على مدار العام بشكل مُتوازن، بما يمنح المواطنين والمُقيمين في الدولة فرصةً للترفيه عن أنفسهم بعيدًا عن أجواء العمل، وقضاء العطلات والإجازات بالدولة.

وفي اعتقادي أنَّ الخطوة التالية للاستفادة من هذا الزخم المُتمثل في استضافة المهرجان هي الاستمرار في الترويج للسياحة في دولة قطر وإشراك مكاتب السفر والسياحة بالتعاون مع الجهات الحكومية مُمثلة في قطر للسياحة للقيام بفعاليات ترفيهية وثقافية ورياضية من خلال إنشاء أماكن ترفيهية جديدة مثل مدينة للألعاب المائية، مدينة الجليد لهواة التزلج، وكذلك الاستفادة من الصحراء والشواطئ وعمل برامج «سفاري» وغيرها.

وهذا كله من وجهة نظري يجب أن يكونَ من خلال جدول سنوي لكافة الفعاليات التي تنوي قطر للسياحة القيام بتنفيذها والقيام بالإعلان عنها قبل موعدها وتقديم تسهيلات وعروض للسفر بإشراك الخطوط القطرية، باعتبار أن دولة قطر تمتلك اليوم كافة المُقوّمات السياحية، خاصةً بعد النجاح المُبهر لاستضافة كأس العالم 2022، وتوافد أعداد غفيرة من الجماهير والسياح من كل دول العالم، أصابتهم الدهشة والانبهار بالتطوّرات والنهضة الاقتصادية والرياضية والتنموية والسياحية والثقافية، التي شهدتها قطر في السنوات الأخيرة.

لكن حتى تنجح تلك المساعي لا بدّ من الابتكار والإبداع في الخدمات المُقدّمة للزوّار، باعتبار أن الخدمات أصبحت المعيار الحقيقي في استقطاب السياح من مُختلف دول العالم، بالإضافة إلى تنوّع الفعاليات المحلية وزيادة عددها في رزنامة وأجندة البرامج السنوية المحلية، بما يُثري التجربة السياحية ويُعزّز مكانة السياحة المحلية على الخريطة الدولية، خصوصًا أن دولة قطر تتمتع ببنية تحتية سياحية راسخة ومُتميزة، فهي تمتلك منظومةً فندقيةً بعلامات تجارية عالمية ومتاحف مُتنوّعة وأسواقًا تراثية وعصرية عديدة تُقدّم أشهر الماركات التجارية الدولية، فضلًا عن بنية تحتية مُتميزة في قطاع الطرق، علاوةً على تدشين سلسلة من الفنادق الجديدة، إضافةً إلى مطار حمد الذي يحتل المركز الأول على مستوى العالم والخطوط الجوية القطرية وهي شركة طيران من فئة الخمس نجوم، علاوة على مراكز اجتماعات ومعارض بمقاييس ومعايير عالمية وكل هذه المُقوّمات تُرسّخ الجاذبية السياحية لدولة قطر.

وتأتي إقامة الفعاليات والمهرجانات السياحية لتُعزّز الخِيارات التي تُمكّن السكان من الاستمتاع بالمعالم السياحية والتجارب المُميزة، وذلك من خلال تنظيم العديد من الفعاليات التي تُناسب كافة أفراد العائلة من مُختلف الثقافات والجنسيات، تجسيدًا لقيم التسامح والتنوّع الثقافي والتلاحم المُجتمعي التي تتميز بها قطر، وسيكون لـ «مهرجان قطر للألعاب» شأنٌ مُهمٌ في تعزيز الجاذبية السياحية لقطر وتنشيط السياحة الداخلية والترويج للدولة بوصفها وجهةً سياحيةً مُفضلةً للعائلات من جميع دول المنطقة، حيث تهدفُ الفعالياتُ التي نظمتها «قطر للسياحة» إلى تنشيط السياحة العائلية، وتوفير أنشطة مُمتعة ومُناسبة لمُختلف الأعمار.

والله ولي التوفيق..

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر