تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

تشرفت الأسبوع الماضي بالمُشاركة في المعرض السنوي الثالث للجمعيات والمؤسسات الخاصة، الذي دشنته سعادة السيدة مريم المسند وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، حيث يهدفُ المعرضُ إلى تعريف الجمهور بخدمات المُنظمات غير الربحية بالدولة وتحفيز المُجتمع المدني على الإنجازات المُتميزة في التنمية المُستدامة وتشجيع العمل الجماعي والتطوعي في جميع المجالات. وكانت مُشاركتي باعتباري عضوًا في جمعية المرأة القطرية للوعي الاقتصادي والاستثمار، التي تهدف إلى نشر ثقافة الاستثمار والعمل بالسوق الاقتصادي في الدولة، بالإضافة إلى تعزيز دور المرأة القطرية في القرارات الاقتصادية والتجارية والعمل على تمكينها، من خلال إعداد وتدريب الفتيات والسيدات على إدارة الأعمال، وتوعية وتثقيف السيدات والفتيات بأهم المخاطر في إدارة المشاريع وكيفية تلافيها، وغيرها من الأنشطة.

وفي اعتقادي أن الدولة بحاجة إلى تفعيل دور الجمعيات المهنية، التي تُعتبر ميدانًا لتحقيق الطموحات في التغيير الاجتماعي ومُكونًا أساسيًا من مُكوّنات المُجتمع المدني، ومجالًا يمكن من خلاله تعلّم أسس المهنة وتدارس مُستحدثاتها من بحوث وأوراق عمل ودراسات، ومُمارسة الديمقراطية من خلال الانتخاب والترشّح في مجالس إداراتها، الأمر الذي يُعلّمنا قبول التعددية المهنية وتكامل دور المُثقف والموظف والمُتدرب والمُتقاعد وقبول الآخر بكل خصوصياته ومواصفاته في المُجتمع، من خلال اللقاءات المُباشرة والندوات النقاشية بداخل تلك الجمعيات المهنية، وبفضله يمكن اكتساب التجرِبة والمبادئ في الحياة، وفيه يتجرّدُ الشباب من الحالات النفسيَّة المرضية كالخجل والانطواء على الذات، وكذا تعلُّم مجموعة من المهارات في الحياة وطرق الاندماج في المُجتمع وحلّ المشاكل ومواجهة الصعوبات التي تعترض حياتهم من قِبل خبراء المهنة والباحثين والإعلاميين.

لذلك لا بدَّ من دعم وتشجيع الجمعيات المهنية ومُنظمات المُجتمع المدني، وتحفيزها على بذل المزيد من الجهد وتشجيعها على الابتكار والإبداع؛ نظرًا لدورها المُهم والفاعل في التنمية الوطنية، وكذلك تفعيل المُشاركة المُجتمعية وإيجاد تعاون مُثمر وفعَّال بين المُنظمات من ناحية والمؤسَّسات الحكومية من ناحية أخرى، وبما يؤدي إلى شراكة مُثمرة واستراتيجيَّة تُسهم في خطط التنمية الوطنية التي تتبنَّاها الدولة. ومن واجبنا تشجيع وتحفيز مُنظمات المُجتمع المدني على بذل جهود بارزة، وتحقيق إنجازات مُميزة في التنمية المُستدامة، ودعم وتشجيع العمل الاجتماعي والتطوعي، في جميع المجالات الاجتماعية، وتفعيل المُشاركة المُجتمعية، وتعزيز وتوسيع مسؤوليات أدوار الشراكة الاجتماعية الفاعلة بين مؤسسات الدولة، ومؤسسات المُجتمع المدني، بما يؤدي إلى النهوض بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المُجتمع. ونصيحتي لكل أصحاب المهن والوظائف، لا تُمارس عملك كموظف، بل مارسه كقائد يحب وطنه، وكصانع يعشق صنعته، وكفنان يبدع فنه، إذ يقول الأديب الروسي المشهور مكسيم غوركي: «عندما يكون العمل مبعث سرور.. تكون الحياة سعيدة، وعندما تشعر أنه واجب.. تكون الحياة مجرد استعباد»، فالسعادة والرضا في العمل مطلب أساسي من مُتطلبات النجاح والإبداع، وكما تقول الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي: «إنّ راحة القلب في العمل، وإنّ السعادة هي أن تكون مشغولًا، إلى حدٍّ لا تنتبه معه أنّك تعيس». وتُعد القيمة الإجمالية لمكاسبك المُستقبلية من العمل في وقتك وطاقتك ومعارفك ومهاراتك وصحتك وعلاقاتك، فلو خسرت وظيفتك فلن تخسرَ موارد رأس مالك، التي تزيد من قدراتك على العثور على وظيفة أخرى، وتعاود الوقوف بقوة أكبر بعد كبوة التوقف عن العمل، لذلك، فإن أفضل استثمار يمكنك الاعتماد عليه -خاصة إذا كنت في مرحلة الشباب- هو الاستثمار برأس مالك البشري، وعليه، لا بد أن يكونَ قضاء الوقت وإنفاق المال على تحسين قابلية التوظيف لديك، ورفع دخلك على رأس قائمة مهامك في التخطيط المالي، فذلك سيرفع من رأس مالك البشري، ويُحصنك من زحف الروبوتات، وغيرها من البرامج التقنية.

والله ولي التوفيق.

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر