إيمانًا مني بأن التحوّل الرقْمي أو ما يُعرف بدمج التكنولوجيا بالتعليم بات أمرًا ضروريًا في السنوات الأخيرة، سأُشارك الأسبوع المُقبل في «المؤتمر الدولي لتطوير التعليم» الذي سيتم تنظيمه يومي «2 و3» فبراير بفندق اسيانا جراند دبي بدولة الإمارات العربية المُتحدة، وسيُناقش المؤتمرُ عددًا من الأبحاث الهامة في مجال تطوير التعليم والتحوّل الرقْمي والذكاء الاصطناعي، بمُشاركة عددٍ كبيرٍ من الشخصيات البارزة في مجال التعليم بالوطن العربي. ويهدفُ هذا التجمعُ العلمي إلى نشر الوعي بأهمية التدريب وتشكيل حلقة وصل قوية بين المُدربين الخليجيين والعرب لاكتساب مزيد من الخبرات وتبادل المعرفة، وهو ما يصبُّ بآخر المطاف في مصلحة الشباب العربي الساعي إلى طرق أبواب التدريب المهني واكتساب الخبرات والمهارات التي تُساعده بشكل عام، خصوصًا أن التحوّل الرقْمي في التعليم أصبح ضرورة حتمية لمواكبة التطوّر السريع، وتحسين جودة التعليم وتحقيق أهدافه بفاعلية. وفي اعتقادي أن التحوّل الرقْمي في التعليم موضوع جديد ومُهم، يشغل الكثيرين من المُختصين والمُهتمين بالتعليم، ويستحق البحث والتحليل بمزيدٍ من العمق والتفصيل، فالتحوّل الرقْمي في التعليم هو أمرٌ لا مفرَّ منه، لذلك لا بدّ من حل التحدّيات التي تواجهه، وتحسين الميزات التي يُقدّمها، وذلك للحصول على أفضل نتيجة ممكنة من العملية التعليمية، من خلال تزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة التي يحتاجونها، لتقييم أدائهم ومواكبة تطوّرات المُستقبل. وأصبح الجميع في هذا العصر يستفيد بشكل مُتزايد من الموارد التكنولوجية، وبالتالي فإن الخطوات الأساسية للحفاظ على هذه الموارد ومُستخدميها آمنين، تتركّز حول جعل الأمن السيبراني محورًا مُهمًا في الخطط التعليمية لطلبة المدارس في ظل التحوّل الرقْمي، باعتبار أن مناهج الأمن السيبراني لا تقلُّ أهميةً عن كافة المناهج الدراسية التي يتم تقديمُها للطلبة في كل المراحل، وتعتبر مادة رئيسية خلال وقتنا الحالي لارتباطها بمُختلِف المجالات.
ولا شك أن مُجتمعنا اليوم يحتاج إلى تطوير قدرات الشباب في مجال الأمن السيبراني، للمُتخصصين منهم في هذا المجال أو العاملين في المجالات المُتعلقة بتقنية المعلومات والحاسب الآلي أو الطلاب والهواة، حتى نمضي بخُطى حثيثة نحو صناعة المُستقبل الرقْمي الذي يُعزّز سعادة المُجتمع، ولكي يتحققَ ذلك علينا أن نأخذَ في الحُسبان الآثار الجانبية للتقنيات الرقْمية، ولا سيما المخاطر السيبرانية التي تؤثر على البنى التحتية الرقْمية وأمن المعلومات. وبما أن التطوّرات الهائلة والمُتلاحقة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي، قد أدت إلى إحداث تغيرات اقتصادية وتربوية وثقافية في كافة المجالات، أصبح تطوير أنظمة بيئة التعليم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من أي خُطة استراتيجية تعليمية، للارتقاء بأنظمة التعليم بما يتناسب مع مُقتضيات عصر التحوّل الرقْمي، وصياغة توجهات الرؤية العصرية لتعليم المُستقبل، وتنمية المهارات الرقْمية في المجال التربوي في سياق التحول الرقْمي، وتطوير البنى التحتية الرقْمية والإدارة التعليمية، وإعداد المُعلمين لمدرسة الغد. والله ولي التوفيق،،،
أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر