تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

من واجبنا في هذه الفترة أن نبُثَ الرسائل التوعوية والعبارات التحفيزية، التي تحث طلابنا على الاجتهاد لاجتياز الاختبارات، بإرشادهم إلى أفضل طرق الاستذكار وتنظيم الوقت، خصوصًا في ظل الضغط والتوتر الذي يُلقي بظلاله على كافة الأسر، علينا كخبراء وتربويين تقليل المُعاناة، والنظر بموضوعية إلى قيمة هذه الاختبارات، لنجد أن الاختبار ليس محنة، ولا هو لتحديد التكريم من الإهانة، ولكنه فرصة لتقييم وتقويم أداء الطالب، حتى يتعرفَ على ما أنجزه أثناء فترة الدراسة، وما يجب أن يُركزَ عليه في الأيام التالية.

وبالتالي يجب على الأسر أن تلعبَ دورًا في تشجيع الطالب بتهيئة الأجواء المناسبة، وتوجيه النصح والإرشاد لتعزيز ثقته بنفسه؛ ما يمكنه من تجاوز فترة الاختبارات، من خلال مُتابعة الأبناء وانضباطهم في دراستهم، والعناية والاهتمام بهم من ناحية أسرية، الأمر الذي سيُحقق لهم التفوق والنجاح، كما يجب ألا تكون عبارات التشجيع والتحفيز مُقتصرة على الطلاب فقط، وإنما تمتد لتشمل الكادر التدريسي أيضًا، بإرسال رسائل شكر تحتوي على عبارات تحفيزية مُتنوّعة للمُعلمين تثني على الجهود المُميزة التي بذلوها، وتحثهم على مواصلة التميز والإبداع، في أداء رسالتهم في تعليم أبنائنا الطلاب، لبناء مُستقبل مُشرق لوطننا.

وبحسب رأي الكثير من الخبراء التربويين فإن التحفيز في مجال التربية والتعليم يُعد من أهم المرتكزات التي من خلالها نصل إلى تحقيق أهداف التربية، سواء الأهداف العامة أو الأهداف المرحلية أو الأهداف السلوكية، ورفع القدرات الإنتاجية لدى محور العملية التربوية التعليمية «الطلبة» وتعتبر مهمة قيام المُعلم التربوي بتحفيز الطلاب، من أصعب المهام التي يتعرض لها المُعلم التربوي، وإنها إحدى المهام المهمة والضرورية التي يجب اكتسابها أو تنميتها في الطلاب، حيث إن الطلاب الذين ليس لديهم دوافع لن يتعلموا بشكل فعّال مع الاختبارات، ولن يحتفظوا بالمعلومات والمعارف والأفكار في ذهنهم للمُستقبل.

ولكن بحسب المُعطيات نجد أن معظم الطلاب مُتحمسون بشكل طبيعي للتعلم، ولكنّ كثيرين منهم يحتاجون -أو يتوقعون- من مُعلميهم أن يلهموهم ويبعثوا فيهم روح التحدي والتحفيز، لكن للأسف لا توجد صيغة مُحددة أو وصفة سحرية لتحفيز الطلاب، فقط هناك عوامل عدة تؤثر في دفع الطالب كي يعمل ويتعلم، كما يقول بعض التربويين منها: الرغبة في المادة نفسها، وإدراك فائدتها، والرغبة العامة للتحصيل، بالإضافة إلى الثقة بالنفس، واحترام الذات والصبر والمُثابرة، وبطبيعة الحال لا يتم تحفيز كل الطلاب بنفس القيم والاحتياجات والرغبات والأمنيات، فبعض الطلاب يتم تحفيزهم باستحسان الآخرين لهم، والبعض الآخر بمُساعدتهم على تخطي وتجاوز الصعاب والتحديات التي تعترض طريقهم.

وفي اعتقادي أن إسداء النصح لطلابنا في هذه المرحلة وتشجيعهم على استكمال الدراسة والشدّ من أزرهم لتحقيق التفوق المرجو بالوصول إلى أعلى الدرجات العلمية، من الأمور التربوية والإنسانية التي لا بد منها، وليس توجيه العبارات التحفيزية للطلاب أثناء فترة الاختبارات من عوامل النجاح والتفوق فقط، وإنما تشجيعهم على السعي بكل ما في وسعهم إلى التميّز في المجال الذي يوجهون فيه دراستهم، والفوائد العائدة من كل هذا التحفيز والتشجيع تكمن في تمتع الطالب بحالة نفسية جيدة وخلوها من المشاكل والاضطرابات التي قد تُعرقل دراسته، لذلك يُعد تحفيز الطلاب وتشجيعهم على التفوق العلمي ومُساعدتهم على النجاح والإبداع في كافة المجالات العلمية والفنية والأدبية من الأولويات المُهمة التي تهتم بها التنمية البشرية وأساليب التربية في جميع المراحل الدراسية من الابتدائية حتى الجامعة، على حسب المرحلة العمرية لكل طالب، وطبيعة كل طالب والميول العلمية والمعرفية الخاصة بكل طالب.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر