لا شك أن إدراج مادة «الثقافة المالية» ضمن المنهج الدراسي لطلبة الصفين الحادي عشر والثاني عشر كمادة اختيارية ابتداءً من الفصل الدراسي الأول للعام الأكاديمي 2024 – 2025، خُطوة مُمتازة تستحق الإشادة والتقدير، كونها ستُساهم في إخراج جيل يستطيع أن يتعاملَ مع المجريات المالية والأحداث الاقتصادية والمالية.
وفي اعتقادي أن إدراج هذه المادة في المنهج سيحث الطلبة على التفكير والتوفير والاعتدال في مصروفاتهم الحالية ومُساعدة أسرهم بالصرف المعقول، وكون التعليم أداة فعّالة ومؤثرة في عملية التنمية، كان لا بد أن تكون هناك ثقافة اقتصادية ومالية لدى طلاب العلم، ووضع برامج دراسية لغرس الثقافة العلمية سينتج ويخرّج جيلًا يستطيع أن يتعاملَ مع المجريات المالية والأحداث الاقتصادية والمالية سواء على مُستوى الأسرة أو على مُستوى المُجتمع أو الوطن بشكل عام، لأنه عندما تجد ثقافة مالية واقتصادية هذا يؤدي إلى وجود نوع من أنواع الاستفادة والإثراء والتعليم والابتكار والبحث والمعرفة لهذا المُتعلم الطالب لتحقيق الاستثمار وتحقيق الاقتصاد الذي يعود عليه بالنفع وعلى الآخرين.
ووجود مادة «الثقافة المالية» ضمن المنهج الدراسي، يؤدّي إلى أننا ننتقل نقلة نوعية وكيفية وأيضًا كَمية في ماهية التعليم وماهية الاقتصاد وننتقل من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المعرفي أو الاقتصاد الذكائي أو الاقتصاد الإنتاجي أو الابتكاري أو الإبداعي، ومن شأن هذه المادة أن تحث الطلاب على التفكير والتوفير، كما تحثهم على موازنة مصروفاتهم الحالية ومُساعدة أسرهم في هذا المجال بالصرف المعقول والاعتدال والوسطية، كما تؤدي إلى وجود زخٍم هائل من العصف الفكري والذهني في مسألة الإبداع والبحث والابتكار العلمي في مسألة تطوير القدرات وفي مسألة تنمية المهارات وفي مسألة التفكير المُستقبلي وفي مسألة إيجاد الحلول المالية المُناسبة التي تتواكب مع أعمارهم في ذاك الوقت وما يتطور إلى ما بعد ذلك.
وعندما تدرس هذه المادة بالشكل الصحيح والمطلوب من ذوي الخبرة والاختصاص سنكسب اقتصادًا معرفيًا بحتًا ونخرّج أجيالًا تعتمد على الذكاء والإبداع والابتكار والبحث العلمي وتنمية العقول، بما أنه آن الأوان لشباب اليوم وصنّاع المُستقبل أن يقفوا وقفة حقيقية في موضوع الاستثمار، بحيث يكونون على اطلاع وعلى قاعدة أساسية أولية من الاقتصاد والاستثمار ويكون نصب أعينهم وباستطاعتهم تطوير ذواتهم ومُجتمعهم وخدمة الوطن بشكل عام.
باعتبار أن المُبادرة التي تأتي في إطار جهود الوزارة المُستمرة لتعزيز معارف الطلبة ومهاراتهم المالية، وتوسيع خِياراتهم التعليمية، تهدف إلى نشر الوعي المالي بين الطلبة، وتعليمهم أبجديات ومفاهيم الاقتصاد والمُحاسبة المالية لإدارة أموالهم بفاعلية، وتعزيز قدرتهم على اتخاد قرارات استثمارية سليمة، حيث تم تصميم مادة «الثقافة المالية» لتكونَ اختياريةً، ضمن مجموعة من المواد المُتاحة، ما يعكس التزام وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بتقديم تعليم شامل ومُتكامل يواكب التطوّرات الاقتصادية المُعاصرة.
والله ولي التوفيق،،،
أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر