تتَّجه عيونُ المُهتمين بالبستنة وزراعة الأراضي القاحلة صوبَ قطر، التي تستضيفُ معرضَ البستنة الأوَّل الذي سيتمُّ تنظيمُه في الشرق الأوسط، حيث من المقرَّر أن يقامَ «إكسبو 2023» الدوحة، في رحاب «حديقة البدع»، على مدار ستة أشهر ابتداءً من الثاني من أكتوبر 2023 وحتى 28 مارس 2024.
ومن المتوقع أن يرحب «إكسبو 2023» الدوحة ب «3» ملايين زائر من جميع أنحاء العالم، حيث يُعتبر هذا المعرض أول حدث من نوعه في مِنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيشكل نقطة جذب رئيسية للزوار من جميع أنحاء العالم والمنطقة، كما سيضع الاستدامة في مقدمة المناقشات العامة بالمعرض.
وتشير الترتيبات إلى اكتمال الأعمال الإنشائية لهذا الحدث العالمي الكبير، باعتبار أن المكان سيكون جاهزًا لاستقبال الزائرين مع بداية شهر سبتمبر المقبل، أي قبل الافتتاح بشهر كامل تقريبًا، كما ستكون ذروة «إكسبو 2023» الدوحة للبستنة في أفضل أيام قطر المناخية: «ديسمبر ويناير وفبراير»، بالإضافة إلى أن التحضيرات بين إكسبو والجهات المشاركة لنقل الفعاليات أصبحت جاهزة، وهناك العديد من الأجنحة التي بدأت بناء وزراعة الأماكن المخصصة لها بالمعرض، الذي أصبح مهيأ لاستقبال الشركات العارضة، وسيكون حدثًا فريدًا يضاف لسجل النجاحات التي حققتها دولة قطر على المستويات كافة.
ومن المنتظر أن يسلط معرض «إكسبو 2023» الدوحة للبستنة، الذي سيقام تحت شعار: «صحراء خضراء، بيئة أفضل»، الضوءَ على التحديات التي تواجه البلدان الصحراوية، كما سيشكل فرصة لتطوير الزراعة وتخضير المدن واقتراح حلول لتعزيز حياة خضراء مزدهرة في قطر ومنطقة الشرق الأوسط، حيث تتمحور الفعالية على مساحة تبلغ «1.7» مليون متر مربع في حديقة البدع الخلابة، مع إطلالة على مياه الخليج العربي الزرقاء، وسوف يستمتع الزوار بالمعرض، باعتبار أن مواعيد إكسبو 2023 الدوحة للبستنة من أكتوبر 2023 إلى مارس 2024 يكون فيها شتاء قطر مثل ربيع أوروبا من حيث المناخ الرائع، الأمر الذي سيمثل حافزًا لزيادة المشاركين والزائرين، إلى جانب تعدد الفعاليات خلال المعرض لتشمل محاضرات تثير التفكير ومؤتمرات وفنًا ومأكولات خلال زيارتهم لقطر. ومردود هذا الإكسبو سيكون كبيرًا ومفيدًا لنا من العديد من الجوانب البيئية والصحية والسياحية والتجارية (الاقتصادية) وغيرها من الفوائد المرجوة من إقامته واستمراره في رحاب «حديقة البدع»، على مدار ستة أشهر، حيث سيكون فرصة استثنائية للجميع لزيارة أول معرض عالمي للبستنة يقام في منطقة صحراوية، ومن الواضح أن حكومتنا الرشيدة ملتزمة بتتويج هذا الحدث بنجاح عظيم، فمن المتوقع أن تعكس استضافة هذا الحدث صورة قطر المشرقة وفقًا لقانوننا ومبادئ ديننا وأن تكون قدوة عملية، وهو ما لمسناه خلال كأس العالم 2022، حيث وصل تطبيق الاستدامة البيئية لأعلى مستوى، مع مراعاة كافة المتطلبات.
والله ولي التوفيق.
أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر