لقيت الأسبوع الماضي دعوةً كريمةً من وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربيّة السعوديّة بواسطة المُستثمر منصور الحواس، صاحب مزارع راما النموذجيّة، لحضور حفل جائزة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز آل سعود للتميّز البيئي بمِنطقة حائل في نسختها الثانية، وهي جائزة سنويّة ومن أكبر الجوائز البيئيّة بالمملكة التي تُسلط الضوءَ على التميّز البيئي، لتشجيع وتأصيل المُمارسات البيئية السليمة، التي تستهدف المُجتمع المحلي من خلال «6» مسارات للقطاعات الحكوميّة والخاصة وغير الربحيّة، والأفراد، والإنتاج الإعلامي التوعوي البيئي، والبحث العلمي.
والتقينا أثناء الحفل بسمو الأمير بدر بن فهد بن فيصل آل سعود رئيس الجمعية السعوديّة لهواة اللاسلكي، ورئيس منارة حائل الفضائيّة، وحظينا بدعوةٍ كريمةٍ من سموه لزيارة مقر منارة حائل الفضائيّة، حيث تجوّلنا في موقع منارة حائل للسلام واطلعنا على مُحتوياتها التي اشتملت على متحف الفلك الراديوي، والمتحف اللاسلكي، ومعرض الأحجار الكريمة، ومعرض رسومات الإبل القديمة، وزيارة قبة الموهوبين، وقبة الفضاء، وقبة الإعلام، وهي مشروع علمي مُتقدّم يهدف إلى تعزيز البحوث الفلكيّة والاتصالات الفضائيّة في المملكة العربيّة السعوديّة.
واشتملت جولتنا في المملكة العربيّة السعوديّة أيضًا على زيارة مركز القصيم العلمي بدعوةٍ كريمةٍ من مُدير المركز الأستاذ عبد الرحمن الدبيان، وهو مركز يضم في أروقته كل معاني الجاذبية العلميّة والتحفيز على المعرفة والبحث، إنه مركز يُخاطب عقول المُستقبل عبر أجنحته التي خُصصت لتقنية النانو والذكاء الاصطناعي وأسرار الفلك وعلوم الفضاء وعالم التقنية من أجل جيل شغوف بالعلوم والتقنية ولتكون رحلة التعلم مُمتعة ومُثيرة للتفكير ومُحفزة للإبداع والابتكار وللتعامل مع أحدث ما وصل إليه العلم في القرن الحادي والعشرين، حيث يعتبر مشروع مركز القصيم العلمي أحد المشاريع الرائدة التي تهدف إلى المُساهمة في تحسين البيئة التعليميّة وتطوير أساليب التعليم والتعلم؛ تحقيقًا لرؤية المملكة 2030، لتُسهم في إعداد جيل علمي قادر على التنافسية العالميّة في الاقتصاد المعرفي والصناعي.
وما خرجت به من هذه الزيارة سيبقى لكل مِنطقة من مناطق المملكة قصة نجاحات تُروى بمِداد الفخر، وهذه المناطق التي قمنا بزيارتها تُعد نماذج في التميّز الثقافي والعلمي والاقتصادي والزراعي والإرث الحضاري والإنساني، وتُمثل جوهرةً ثمينةً في عِقدٍ فريدٍ يضم جميع مناطق المملكة، ولكل جوهرة فيه حكاية مع الزمان ومع التاريخ، ولقد حظينا خلال هذه الزيارة بالتعرّف عن قرب على معالم مناطق المملكة العربيّة السعوديّة وأهلها الكرام واستمتعنا بزيارة هذه المنارات العلميّة والترفيهيّة للتزوّد بالعلم والمعرفة وتأمّل جمال وروعة المكان وهمة الإنسان في قصة بناء هذه المعالم الحضارية والعلمية بالسعوديّة، فالهمم العالية هي التي تصنع الحضارات البشريّة وتتخطى كل قوانين المُستحيل، فلا يمكن أن يقفَ أمام طموح الإنسان إلا الضعف والخِذلان، ولكن هنا في المملكة العربيّة السعوديّة لم نرَ إلا الجمال والقوة والطموح والإرادة والعزيمة والبحث عن مزيدٍ من الإنجازات لترك بصمة وعلامة فارقة في تاريخ البشريّة.
والله ولي التوفيق،،،
أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.