تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)
كل إنسانٍ في هذه الحياة هو كاتب لقصته الخاصة، فحياتك أشبه بكتابٍ تكتبه كل يوم بقراراتك وأفعالك، فإما أن تكونَ مؤلفًا بارعًا تسطر صفحاتٍ مليئةً بالإنجازات والإيجابية، أو تترك كتابك خاليًا من المعاني القيّمة بسبب اختيارات سيئة وقلة وعي. ببساطة شديدة، حياتك هي أعظم كتاب ستكتبه على الإطلاق، فلا تكتفِ بكونك كاتبًا عاديًا، بل كن مؤلفًا متميزًا يجعل من كل صفحة شهادة على قوة إرادته وحكمته، اكتب حياتك بأحرفٍ من نور، واجعلها مصدر إلهام لكل من يقرؤها. ولا شك أن اتخاذ القرارات الصحيحة، هو الأساس لحياةٍ إيجابيةٍ، فالقرارات هي الأحجار الأساسية التي تُبنى عليها حياتنا. قد يعتقد البعض أن القرارات الكبيرة فقط هي التي تؤثر على مسار الحياة، ولكن الحقيقة أن التفاصيل الصغيرة تُشكّل الفارق أيضًا. لذا، يجب أن يسألَ الإنسان نفسه عند كل منعطفٍ: هل هذا القرار يعكس القيم التي أومن بها؟ وهل يخدم مستقبلي ويُسهم في سعادتي؟ والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل إنسان كيف تكون إيجابيًا في قراراتك؟ الإجابة تتمثل في قدرتك على تحديد أهدافك بوضوح. فعندما تكون لديك رؤية واضحة لما تريد تحقيقه، يصبح من السهل اتخاذ قرارات تصبّ في مصلحتك، لذلك استراتيجية وضع الأهداف الشخصية تمنح حياتك معنى وتوجّهك نحو اختياراتٍ بنّاءةٍ. ومن النصائح التي يجب وضعها في الحسبان، على الإنسان أن يفكرَ بعقلانيةٍ ولا يتسرع في اتخاذ قراراته، لأن القرارات العاطفية غالبًا ما تقود إلى ندمٍ لاحقٍ، لذلك خذ وقتك لتقييم الخِيارات المتاحة، وفكّر في النتائج المحتملة لكل اختيار، وتعلم من أخطائك، الكل يخطئ، ولكن الشخص الإيجابي هو الذي يتعلم من أخطائه ويعتبرها دروسًا تعزز من خبرته وتدفعه لتجنّب تَكرارها. والمجتمع المحيط بك له تأثير كبير على حياتك، لذلك حاول بقدر الإمكان أن تحيطَ نفسك بالأشخاص الإيجابيين، فالبيئة المُحيطة بك تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على طريقة تفكيرك، اختر أصدقاء وزملاء يدعمونك ويحفزونك لتحقيق الأفضل في حياتك، واهتم بصحتك الجسدية والنفسية، باعتبار أن القرارات المتعلقة بالصحة مثل التغذية السليمة وممارسة الرياضة تسهم في تعزيز طاقتك الإيجابية، ما ينعكس على جميع جوانب حياتك. وكن على ثقة دائمًا بأن حياتك مسؤوليتك، أن تكون إيجابيًا يعني أن تتحملَ مسؤولية حياتك بالكامل، لا تُلقِ باللوم على الظروف ولا الآخرين، بل كن قائدًا لمصيرك، كل صفحة تكتبها في حياتك هي انعكاسٌ لما تتخذه من قراراتٍ وما تبذله من جهدٍ لتحقيق الأفضل. في النهاية، تذكر أن حياتك لوحة ترسمها بقراراتك وأفعالك، فاجعلها مليئةً بالألوان الزاهية التي تعكس شخصيتك وأحلامك. لا تدع الظروف تقودك، بل كن أنت القائد لحياتك. اترك أثرًا إيجابيًا يُلهم الآخرين، وكن مؤلفًا فريدًا يجعل كتاب حياته تحفةً خالدةً. والله ولي التوفيق،،، أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر