تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

يعكسُ شعار يوم البيئة القطري 2022 «بيئتنا.. أمانة» ارتباطَ القطريين ببيئتهم، إذ يُشير هذا الشعار إلى التنوّع الحيوي الذي تتميّز به ‎بيئة قطر، والتي تحظى باهتمام كبير من الدولة، بإطلاق العديد من المُبادرات التي تساهم في المُحافظة على البيئة، مثل مبادرة زراعة مليون شجرة، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تحسين التنوّع النباتي، من زيادة المساحات الخضراء والأشجار والمناظر الجميلة من جهة، وإلى تحسين المناخ بخفض درجة الحرارة وتقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون للحدّ من التلوّث من جهة أخرى، حيث تأتي هذه المُبادرة التي يجري تنفيذها قبل انطلاق مونديال 2022 تأكيدًا على اهتمام الدولة بزيادة التشجير وتنمية الغطاء النباتي والمُحافظة على البيئة من خلال التعاون بين الجهات المُختلفة.

وبالإضافة إلى ذلك كانت قد أعلنت دولةُ قطر عن التزامها بزراعة 10 ملايين شجرة بحلول عام 2030، وذلك في إطار دعم الدوحة لمُبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي تشمل زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة ضمن أكبر برامج زراعة الأشجار في العالم، لتحقيق 5 في المئة من النسبة العالميّة المُستهدفة في مجال التشجير، حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا كما كانت في السابق، وذلك لأن كوكب الأرض يمرّ بدورات مناخيّة مُتقلبّة.

وأعتقد من وجهة نظري أنه لا بد من وجود جدول زمني لتنفيذ المُبادرات وتحديد الأماكن المُراد تشجيرُها حتى نحقق الهدف المنشود بزراعة مليون شجرة قبل نهاية العام الجاري 2022، و10 ملايين شجرة بحلول 2030، فمن الضروري أن تحتوي خُطة التشجير على نباتات مُثمرة مثل (الليمون، السدر، المورينجا، التين، التوت، الكمثرى) مع توفير الظروف المُناسبة بوضع أشجار بجوارها كمصدّات للريح، واستهداف الشوارع الخارجيّة مثل خط دخان ومسيعيد والوكرة والشمال، وفي ذات الوقت الاستفادة من أجهزة استقطاب بخار الماء في عملية الري، باعتبار أن دولة قطر يوجد بها ضباب بكميات كبيرة في فصل الشتاء خصوصًا على الشواطئ، فهناك أجهزة تقتنص بخار الماء المُتمثل في الضباب الذي قد يسبّب الحوادث ويعيق حركة السير، وتحوّله إلى ماء يصلح لري الأشجار والنباتات، وبالتالي نكون قد ضربنا عصفورَين بحجر واحد، ولتقليل استهلاك مياه الري هناك قطع خزفيّة توضع في داخل النبتة بطريقة تقنية يتم من خلالها ترشيح الماء لجذور الأشجار التي نحتاج إليها في توفير كميات من الأكسجين، باعتبار أن كل شجرة تعطي أقل شيء 10 لترات من الأكسجين وبعض الأشجار تنتج حوالي 40 لترًا من الأكسجين.

ويأتي الاحتفال بيوم البيئة القطري الذي يصادف السادس والعشرين من فبراير من كل عام، في وقت يتنامى فيه حرص الدولة على حماية البيئة وتوازنها الطبيعي، تحقيقًا للتنمية الشاملة والمُستدامة لكل الأجيال، حيث وضعت التنمية البيئيّة كإحدى الركائز الأربع لرؤية قطر الوطنيّة 2030، وأكدت على أن تحقيق هذه الرؤية «مسؤولية وطنيّة»، ويؤكد ذلك التشكيل الوزاري الأخير، الذي منح البيئة والتغيّر المُناخي وزارة قائمة بذاتها، يتولاها سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني، والذي سيلعب دورًا كبيرًا في تحسين مستوى الوعي البيئي لدى مختلف أفراد وفئات المُجتمع، ما يسهم في تغيير وتحسين أنماط سلوكنا تجاه مواردنا البيئيّة، ولا شك أن النجاحات التي حققها الاحتفال بيوم البيئة القطري خلال السنوات الماضية، ساهمت بشكل كبير في زيادة الوعي البيئي المُجتمعي، والإقبال الواسع على المُشاركة في الفعاليات، ما يعكس ترجمة حقيقيّة لمدى الرعاية والاهتمام اللذين تحظى بهما البيئة القطريّة من قِبل القيادة الحكيمة، لأجل حماية شتى مكوّناتها من الهدر والضياع والتدهور والممارسات السلبيّة الضارة والتلوّث بكافة أشكاله.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر