تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 5.00 (تقييم 1)
تُعدُّ الصحةُ النفسيةُ جزءًا لا يتجزأ من الصحة العامّة، ولا يُمكن للإنسان أن يشعرَ بالطُمَأنينة والسلام دون المحافظة على صحته، خاصة النفسية، حيث يؤدّي التأثيرُ على الصحة النفسية لخلل الحالة العقلية، ومشاكل عدّة أبرزها الاكتئاب والانتحار، وقد يعاني الشخصُ من القلق والحزن، وأحيانًا زيادة الاضطرابات تؤدي إلى الإدمان، فضلًا عن قصورٍ في الانتباه وفرطٍ في الحركة، وأحيانًا صعوبات في التعلم، واضطراب في المِزاج. ولزيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية والعقلية، حددت منظمةُ الصحة العالمية يوم العاشر من أكتوبر سنويًا للاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، والتذكير بأهمية قضايا الصحة النفسية والعقلية حول العالم، في محاولةٍ للتعريف بمخاطر التوتر النفسي، وذلك من أجل تحسين الصحة النفسية، ويتم الاحتفالُ بهذا اليوم منذ عام 1992، بِناءً على مبادرةٍ من الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وقد اختارت المنظمةُ هذا العام عنوان: «الصحة النفسية في مكان العمل». وتقولُ منظمةُ الصحة العالميّة: إن بيئات العمل الآمنة والصحية يمكن أن تتيحَ عاملَ وقايةٍ للصحة النفسية، وفي المقابل، يمكن أن تشكلَ الظروف غير الصحية، التي تشمل الوصم والتمييز والتعرض لمخاطر من قبيل التحرش وظروف العمل المتردية الأخرى، مخاطر جمة تؤثر على الصحة النفسية ونوعية الحياة بشكل عام، ومن ثم على المشاركة أو الإنتاجية في العمل. ونتعرضُ يوميًا إلى الضغوط العصبية والنفسية، سواء في مكان العمل، أو المنزل، أو غيره، وفي كثير من الأحيان لا نستطيع أن نفرّغَ هذه الضغوط بشكل صحي، ما يجعلها تتراكم في دواخلنا، وتؤثر سلبًا على صحتنا النفسية والجسدية أيضًا، وربما تؤثر على طريقة تعاملنا مع الأشخاص من حولنا، ما يجعلنا نبدو أشخاصًا سيئين في نظرهم، وقد تؤثر أيضًا على كفاءتنا في مكان العمل، وغير ذلك من التأثيرات السلبية. وأتمنّى الوصولَ إلى اليوم الذي نولي فيه اهتمامًا بصحتنا النفسية، كما نهتم بصحتنا الجسدية؛ إذ يقترب عدد المصابين بالأمراض النفسية والعقلية من مليار شخص حول العالم، طبقًا لأحدث إحصائيةٍ صادرةٍ عن منظمة الصحة العالمية، ويعتبر العدد كبيرًا، ويحتاج إلى وقفةٍ قويةٍ، للحدّ من انتشار هذه الاضطرابات، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن إقبال المرضى النفسيين على العلاج بدأ يزداد بشكلٍ ملحوظٍ في الآونة الأخيرة. ويبذلُ الباحثون حول العالم مجهودًا كبيرًا للحفاظ على صحة الأشخاص النفسية، وذلك بعد النتيجة التي ظهرت في مجال الصحة البدنية على مدى العشرين عامًا الماضية، سواء بتطوير أدويةٍ جيدةٍ، أو باتباع أنماطٍ غذائيةٍ صحيةٍ، وتغيير السلوكيات الخاطئة، بعدما اعترف العلماء بأن هناك تقصيرًا على الجانب الآخر، وهو الصحة العقلية والنفسية. والصحةُ النفسيةُ، بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية لها، لا تعني بالضرورة خلو المرء من الاضطرابات النفسية، ولكنّها حالة من العافية يستطيع فيها كلُ فرد إدراكَ إمكاناته الخاصة، والتكيّف مع حالات التوتّر العادية، والعمل بشكلٍ مُنتجٍ ومُفيدٍ. والله ولي التوفيق،،، أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.