تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

يحمل شعار اليوم الوطني: «مرابع الأجداد.. أمانة» رسالة للأجيال بأهمية حماية البيئة والحفاظ عليها، خصوصًا أن صون البيئة وحمايتها من ركائز رؤية قطر الوطنيّة 2030، فالبيئة البحرية على سبيل المثال لها أهمية كبيرة في النظام البيئي، وتلعب دورًا بارزًا في تحقيق التوازن المناخي، وذلك من خلال ارتفاع درجة حرارتها النوعية عند السطح وبرودتها من الأسفل، ما يمكنها من امتصاص قدر كبير من أشعة الشمس الساقطة على الأرض، ومن ثم يتبخر جزء من هذه المياه الى الجو بفعل الرياح الصاعدة، وتجمعها على هيئة سحب تندفع في اتجاه اليابسة، مُحدثة الأمطار التي هي مصدر الماء العذب للكائنات الحيّة الأخرى على البر.

وبالإضافة إلى ذلك تعتبر البيئة البحريّة مصدر غذاء للإنسان وبقية الكائنات الأخرى، فهي تحتوي على كميات هائلة من الأنواع المختلفة من الأحياء البحرية ذات القيمة الغذائية العالية، كما قال تعالى في محكم تنزيله: «وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، ومن نعم الله على الإنسان أن جعل المحيطات أبرز سمات الكوكب، إذ تغطي ما يقرب من ثلاثة أرباع الأرض، وهي أساسية لبقاء الكوكب، ومثلما لا يمكن لأي شخص أن يعيش بدون قلب ورئتين، فإن الأرض لا تستطيع البقاء من دون مُحيطات وبحار سليمة، ذلك لأنها تعمل بمثابة الجهاز التنفسي للأرض، حيث تنتج الأكسجين للحياة، وتمتص ثاني أكسيد الكربون والنفايات.

لذا من الواجب علينا أن نولي عناية فائقة واهتمامًا كبيرًا للبحر ومصادره المختلفة، وأن نأخذ بعين الاعتبار أنها تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لحياة الإنسان، بل جميع الكائنات الحيّة، وانسجامًا مع الأهمية التي تمثلها، فقد حظيت البيئة البحرية والساحلية في دولة قطر باهتمام خاص، وتعددت الجهود التي بذلتها الجهات المعنيّة لحماية البيئة البحرية وثرواتها، بما في ذلك إصدار وتطبيق التشريعات والنظم لحمايتها من التلوّث، وتنظيم الأنشطة المقامة في البيئة البحرية أو على الجزر والمناطق الساحلية المُختلفة، وإنشاء مناطق بحرية محمية للمُحافظة على التنوّع البيولوجي وتنميته، حيث تواصل الجهات المعنيّة في الدولة بالتعاون مع شركائها في القطاعين الحكومي والخاص العمل على إضفاء قدر أكبر من الحماية للبيئة البحرية والساحلية والمحافظة على دورها الحيوي عبر تطبيق مبادئ الإدارة المتكاملة للبيئة البحرية والساحليّة.

كما أن الحفاظ على الواجهة البحرية لأي شاطئ في الدولة يجعله واجهة سياحية متميّزة بخدماتها ونظافتها، ولأجل ذلك هناك حملات دورية منظمة تضم مجموعة من العمال، يقومون بتنظيف الشواطئ لتبقى نظيفة لجميع مُرتادي البحر، كما تقوم الجهات المختصة بأخذ عينات من داخل البحر، للتأكد من مدى تلوث البيئة البحرية، لملاحظة نسبة التلوث، حيث تؤخذ العينات بشكل دوري للتأكد من سبب أي تلوث قد يحدث في أي وقت، وعمل تحقيقات للكشف عن السبب والجهة التي تسببت في ذلك، على اعتبار أن مسؤولية الحفاظ على البحر أو الشواطئ في الدولة واجب وطني، كون أجدادنا الأولين حافظوا عليها، وعلينا اتباع هذا النهج والاستمرار في توعية أبنائنا بضرورة الحفاظ على البيئة وعلى البحر والاعتناء به.

وتولي الدولة اهتمامًا بالبيئة البحرية والبرية باعتبارها أساس الحياة، وواكبت الاهتمام العالمي بها كونها قيمة كبيرة يجدر الاهتمام بها وإيلاؤها جلّ الرعاية، لذلك صاغت قطر إجراءاتها القانونيّة من أجل حماية البيئة بكل تفاصيلها، وشددت العقوبات بشأن مُنتهكي الحياة الفطرية والبرية والبحريّة، من الحبس والإبعاد والغرامة والمُصادرة.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر