تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

مناسبة اليوم الوطني من المناسبات العزيزة على قلوب أهل قطر، نتمسك فيها بوطننا الغالي وأميرنا المفدى، ونتفنن فيما بيننا، مواطنين ومقيمين على أرض هذا الوطن في إظهار مشاعرنا، والتعبير عنها بكل الوسائل، فتفيض تلك المشاعر في حب قطر، وتكاد تبلغ عنان السماء، وتتعدى كل حدود الوصف والتعبير، فلا يمكن لعقل أن يصف بدقة متناهية، ما الوطن وما الذي يعنيه لأبنائه، لتصل في نهاية المطاف إلى نتيجة واحدة، وهي أننا كمواطنين تعلونا مشاعر الفخر والاعتزاز، لأننا قطريون ننتمي لهذه الأرض الطيبة قلبًا وقالبًا، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.

نعم انتهت الاحتفالات باليوم الوطني لهذا العام، ولكن لم تنته مشاعر الوطنية، فحب الوطن في كل يوم وكل لحظة، ولكن ترتقي تلك المشاعر دائمًا وتسمو لتبلغ مدى بعيدًا جدًا في مناسباتنا الوطنية، فتصبح في أبهى صورة وحلة، لنهيم عشقًا بوطننا الغالي وهو يحقق الإنجازات تلو الإنجازات، وكما قال حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إن احتفالاتنا هذه المرة، تأتي في عام من التحديات، لكنها شاهدة على مسيرة حافلة بالعطاء والمنجزات، التي تحققت عبر الأجيال وعلى كل الصعد، وجعلت من قطر واحة استقرار وتطور ورخاء.

والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا بعد انتهاء احتفالات 2020 هو ماذا سنقدم للوطن في العام المقبل 2021؟، خاصة أنه بإمكان كل شخص أن يخلص من موقعه لهذا الوطن العظيم، ويساهم في رفع شأنه، فالوطن ليس مجرد تراب أو أشجار، أو جبال، أو أنهار أو بحار، أو شمس أو هواء، الوطن بأبنائه الشرفاء المخلصين المؤمنين بقوانينه وباحترام أنظمته، والدفاع والتضحية من أجله، فالوطن يعلو ولا يُعلى عليه، حتى المقيمون على أرض هذا الوطن الغالي بإمكانهم أن يعبّروا عن حبهم لهذا الوطن، وذلك بإخلاصهم وتفانيهم في العمل، فالانتماء للأوطان يكون بالبذل والجهد والتضحيات، والعمل على المشاركة الإيجابية في مسيرة النهضة، وتكريس الجهود للعمل المثمر الهادف الذي ساهم في رفعة وبناء الوطن.

والمواطن الصادق هو مَن سمت أخلاقه وعلت همّته، وخلصت نيته وصدقت عزيمته، وراقب الله في أعماله، وقدّم العطاء لوطنه وأمته، وتفانى في الدعوة إلى المثل العليا والأخوة والإحسان والتراحم والتكافل، وإسداء المعروف وإغاثة الملهوف، وكل معنى سامٍ كريم، وحافظ على ذلك، وعمرت جنبات نفسه بأخلاق وسجايا كريمة، ودفع هذا الوطن إلى ما نتمناه له من عزة ورفعة وازدهار، فينبغي أن يكون انتماؤنا له عمليًا، في قلوبنا وأرواحنا ومشاعرنا، نخلص له ونبرّ به وندرأ عنه الشرور، ونتفاعل مع مستلزماته ونهوضه وتطوره تفاعلًا إيجابيًا، كما يجب علينا أن نعرّف المواطن من خلال المؤسسات التربوية والإعلامية والإرشادية كيفية المحافظة على المكتسبات الوطنية ورعايتها، من خلال حسّه الوطني.

واليوم الوطني ليس مجرد يوم عادي للعطلة والبهجة، إنه يوم لتأكيد الولاء والانتماء للوطن، وتكريس الهوية، وتجديد البيعة للقيادة الرشيدة، يوم نرد فيه الوفاء لأهل الوفاء والعطاء، ولا يتأتى ذلك إلا بالعمل، وتحمل المسؤولية، والابتعاد عن الاتكالية، وشحذ الهمم، وتضافر الجهود، واستغلال الموارد على الوجه الأمثل، لنبني قطر المستقبل بصورتها التي في مخيلة كل منا، فلنشمر عن السواعد من أجل قطر التي نريد، ف «قطر تستحق الأفضل من أبنائها»، ولا شك أن أبناء هذا الوطن على أتم الاستعداد لرد الدين، وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: «وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق».

والله ولي التوفيق،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر