تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)
هناك العديدُ من المواضيع التي أودُّ التطرقَ إليها بمُناسبة بَدء العام الدراسي الجديد، لكن في اعتقادي أن الأولوية يجب أن تكونَ لموضوع كثرة الواجبات المدرسيّة المنزليّة، التي تُشكّل عبئًا كبيرًا على الطلاب، وتجعلهم يصلون إلى مرحلةٍ من الملل، وبالتالي يتعاملون مع الواجبات المدرسيّة كتأدية واجب فقط، دون أي تركيزٍ أو إبداعٍ أو إقبالٍ من جانبهم، الأمر الذي يتطلب من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، إعادة النظر في كثرة الواجبات المدرسيّة، ومُحاولة التقليل منها، بما يفيد الأبناء، حتى لا تتحولَ المحصلة المرجوة منها إلى نتائج عكسيّة. ونتمنّى مع بداية العام الدراسي الجديد عدم إرهاق الأسر بسبب إصرار بعض المدارس والمُدرسين على تكليف الطلاب والطالبات بالكثير من المشاريع المنزليَّة التي تفوق قدراتهم، وعندما يعجزون عن تنفيذها يوجهونهم للاستعانة بأولياء الأمور الذين ينظرون إلى الفروض والواجبات المنزليّة بعين الاستياء، كونها تُرهق الطلاب والأسرة معًا، وتحديدًا طلاب المرحلة الابتدائيّة، لذلك يتساءلون دائمًا عن الجدوى من تحميل الطلاب عبئًا إضافيًا وكمًا هائلًا من الواجبات التي تُثقل كواهلهم، وتحرم الطفل من التمتُّع بطفولته، ليقضي وقتًا طويلًا بعد اليوم الدراسي الطويل في عمل الواجبات والفروض المطلوبة منه في المدرسة؟ لذلك مع بَدء العام الدراسي لا بدّ من مُناقشة الأمور التي تُركّز على الكم أكثر من تركيزها على الكيف، مع العلم بأن الدوام الدراسي المُتوازن سيُساعد الطلاب على استيعاب كل ما يُدرس لهم، كما يجب النظر بعين الاعتبار إلى موضوع توفير البيئة التعليميّة المُلائمة للطلاب بمدارسنا، كون العبرة في جودة التعليم ليست بعدد ساعات التمدرس، وطول اليوم والعام الدراسي، وإنما في جودة ما تُقدّمه المدرسة للطالب خلال ساعات التمدرس، بما ينفع ويفيد الطلاب، بعيدًا عن الحشو والإطالة؛ تجنبًا لاستنزاف طاقة الطلاب بما لا طائل منه، ويتبخر فور أداء الاختبارات، لذلك لا بدّ من توفير بيئةٍ تعليميةٍ مُلائمةٍ وجاذبةٍ للتعليم والتعلم، تُشجع على التزوّد بالعلم والتحصيل الأكاديمي، وتكون، للطالب والمُعلم على حد سواء، نشيطة وتتسم بالترفيه. وإذا نظرنا إلى التجارِب العالميّة في مجال التعليم سنجد أنها تختلف عما هو قائم أمامنا الآن في مدارسنا، حيث تهتم الدول الغربية بإتاحة المجال للطلاب لمُمارسة حياتهم الاجتماعيّة، وأن تكون لهم هوايات تصقل مواهبهم الخاصّة، بعيدًا عن قاعات الدراسة، فلا يمكن تحقيق أي نهضةٍ أو تطوّرٍ أو تقدّمٍ في أي مجالٍ من المجالات إلا بالانفتاح على أنماط من التعليم المُتقدّم، الذي اعتمدت عليه الكثير من الدول في نهضتها ونهضة شعوبها في مجالات التنمية والإنتاج، إذ رفعت بعض الدول شعار: «تدريس أقل، تعلُّم أكثر»، الأمر الذي يعني تقليل وقت التدريس مع تعلُّمٍ أكثر، لأنّ معظم الدول الأوروبية المتقدّمة ترى أنّه لا توجد عَلاقة بين زيادة أوقات الدراسة والتفوّق، لذا أعطت الطالب الحق في الاستمتاع بوقته خارج وقت المدرسة. والله ولي التوفيق،،، أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.