تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

إقامة المهرجانات والفعاليات المُنوّعة في الأعياد تُشجّع على السياحة الداخلية، وتدفع الكثيرين لإلغاء فكرة السفر وحضور تلك الفعاليات، حيث يستمتعُ الأطفالُ في العيد بالمهرجانات الترفيهية التي تُنظمها قطر للسياحة، من أجل الترويج للدولة كوجهة سياحية مُفضلة للعائلات، من جميع دول المنطقة، مع التركيز على أماكن الجذب السياحية والفعاليات التي تُناسب جميع العائلات، سواء كان للمواطنين أو المُقيمين أو الزوّار من دول مجلس التعاون.

وتحرص العديد من الأسر على تخصيص أكبر قدر من الترفيه لأطفالهم في العيد، باعتبار أن مساحات الفلل والشقق السكنية المُغلقة، لا تسمح للطفل بذلك كيفما يشاء، كما أن الأجواء والحرارة في الخارج غير مُناسبة لذلك، ولهذا تبقى مراكز الألعاب في المولات والمُجمعات التجارية الخِيار الأول أمام الأهل لوضع أطفالهم، وإرضاء رغباتهم، فالأعياد مواسم للبهجة والمرحِ والتلاقي الاجتماعي، والأطفال هم أكثرُ من يبتهجون بها.

وتختلف فعاليات عيد الأضحى المُبارك بالمولات والمُجمعات التجارية من مُجمع لآخر، من حيث الأدوات المُتوفرة فيها، والأنظمة والقوانين، وكذلك أسعار الدخول، غير أنها تشترك في نفس الأهداف، بتوفير أجواء مُمتعة وسعيدة للأطفال، بالإضافة إلى تمكين الأهالي من قضاء حاجاتهم والتسوُّق على راحتهم، بعيدًا عن إزعاج أطفالهم وطلباتهم التي تكثر حين التواجد في الأسواق، الأمر الذي جعلها تكتسب رواجًا كبيرًا لدى الأهالي والأطفال، الذين يقضون في العيد، ساعات مُتواصلة يلهون ويمرحون والسعادة لا تفارق وجوهَهم البريئةَ، مُستمتعين بالتعرف واللعب مع أصدقاء جدد من مُختلف الأعمار والجنسيات.

وعرفت السياحةُ الداخلية في الدولة انتعاشًا غير مسبوق خلال فترة جائحة كورونا، بسبب عدم رغبة الناس في السفر، وتفضيلهم البقاءَ داخل البلد لثقتهم في الإجراءات الاحترازية، ولتخوّفهم من انتقال العدوى إليهم بالخارج، وهو ما أدَّى إلى تحريك قطاع السياحة الداخليَّة، وإشغال الفنادق والمُنتجعات بنسبٍ كبيرةٍ، حيث يوفّر جهازُ قطر للسياحة عروضًا ترويجيَّة جذّابة لتعزيز النمو في القطاع السياحي والقطاعات المُساعدة مثل قطاعات التجزئة والثقافة والضّيافة، لتعزيز مكانةِ قطر، باعتبارِها وجهة سياحية مُفضلة للعائلات.

ومن المُتوقع أن تُساهمَ فعاليات ومهرجانات العيد في تعزيز مسيرة الترفيه الراقي التي تدعم الخطط والأهداف الرئيسية لاستراتيجية قطر للسياحة، الرامية إلى تنويع المُنتح السياحي وترسيخ آليات تُنشّط القطاع السياحي وتعزيز ديناميكيته وحيويته، وتوفير فرصة مُميزة للأهل وأبنائهم ليستمتعوا بالفعاليات المُتنوِّعة في العيد، ولكن يجب ألا تقتصرَ المهرجانات والفعاليات السياحية بالدولة على مُناسبات مُعينة مثل الأعياد فقط، حتى يشعر بقيمتها الناس يجب تنظيمها بصفة دورية وبشكل يتوزّع على مدار العام بشكل مُتوازن، بما يمنح المواطنين والمُقيمين في قطر فرصةً للترفيه عن أنفسهم بعيدًا عن أجواء العمل، ودون الحاجة للسفر إلى الخارج لقضاء العطلات والإجازات الصيفية.

وفي اعتقادي أن الفعاليات والمهرجانات في العيد، تُعدُّ وسيلةً مهمةً لتشجيع السياحة الداخلية في الدولة، وذلك عبر توفير المزيد من خيارات التسوق أو الترفيه للمواطن والمقيم على حد سواء، الأمر الذي يتطلب ضرورة الاستمرار في إشراك القطاعين العام والخاص في تنظيم مثل هذه الفعاليات عبر استقطاب الشركات القطرية، ورواد الأعمال المحليين في المهرجانات، بما يخدم تطوير القطاع السياحي واستقطاب المزيد من السياح في المُستقبل، باعتبار أن تلك الأنشطة تُعد أحد أبرز العوامل المُحفزة والمُساعدة على استقطاب السائحين والزوار من الخارج، سواء من دول مجلس التعاون الخليجي المُجاورة أو أخرى من خارج المنطقة، ومما لا شك فيه أن القطاع السياحي بدولة قطر يحتاج إلى الترويج والدعم من قِبل الدولة، حتى يصبح أحد مصادر إيرادات القطاعات غير النفطية الرئيسية، ومُحركًا رئيسيًا لجهود تنويع الاقتصاد، بما يُقلّص اعتماد الدولة على موارد النفط والغاز في المُستقبل القريب.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر