تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

هناك العديد من المواضيع التي كنت أودُّ التطرقَ إليها بمُناسبة اليوم العالمي للتعليم الذي يوافق الرابع والعشرين من يناير كل عام، ولكن في اعتقادي أن الأولوية يجب أن تكونَ لموضوع التحوّل الرقْمي في مجال التعليم، باعتباره أحد التطوّرات الهامة التي تحدث في العصر الحديث، ومن بين أدوات التحوّل الرقمي البارزة يأتي الذكاء الاصطناعي، الذي يلعب دورًا حاسمًا في تحسين وتطوير التعليم ومُستقبله، فالتحوّل الرقْمي والذكاء الاصطناعي يُشكّلان جزءًا لا يتجزأ من هذا التغيير، ومن الضروري تطوير مُحتوى تعليمي رقْمي يُلبّي تطلعات العصر.

وبما أن التعليم يُمثل عماد تطوّر أي مُجتمع، ومع تزايد الابتكارات التكنولوجية، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبح لدينا فرصة لتحسين جودة التعليم وكفاءة العمليات التعليمية، حيث تُدرك مؤسساتنا التعليمية بالدولة أهمية الذهاب نحو التحوّل الرقْمي باستخدام التقنيات الذكية، والذكاء الاصطناعي لأنه يلعب دورًا أساسيًا في تلك العملية، فالتكنولوجيا ليست مجرد رفاهية في عالم التعليم، بل أصبحت ضرورة حتمية لمواكبة التقدّم والتطوّر، لذلك يجب إعادة النظر في نظم التعليم الحالية، ووظائف المُستقبل، ومواصفات الخريجين لضمان توافقها مع احتياجات سوق العمل الحديث.

ولا يمكن لأي شخص أن يُنكرَ دور التكنولوجيا في تطوير حياتنا بشكل عام والتعليم بشكل خاص، وكالعادة هناك وجهان لأي شيء، وبشكل عام، يمكن القول إن دور التكنولوجيا في التعليم الحديث له إيجابياته وسلبياته، ولكن من المُهم أن يتم استخدام التكنولوجيا بطريقة مُتوازنة وفعالة، بحيث تُساعد في تحسين جودة التعليم وتعزيز فرص الطلاب دون التأثير على المهارات الأساسية والتركيز الذي يحتاجه الطلاب لتحقيق نجاحهم المُستقبلي، بحيث يكون للتكنولوجيا دور هام في التعليم الحديث، خاصة عندما يتم تطبيقها بشكل صحيح ليتم الاستفادة منها مع أقل تأثير سلبي يمكن أن يتعرّضَ له الطلاب، وبإمكان المؤسسات التعليمية الاعتماد على التكنولوجيا المُتقدّمة لتعزيز المهارات الأساسية مثل التفكير النقدي وحل المُشكلات والإبداع وكذلك تعزيز المهارات المُستقبلية المطلوبة مثل تحليل البيانات والتعلم الآلي والابتكار وغيرها.

ولقد جعلت التكنولوجيا التعليم أكثر سهولة من أي وقت مضى، فمجرد امتلاك جهاز كمبيوتر واتصال بالإنترنت يمنح إمكانية الوصول إلى كَميات لا حصر لها من المعلومات ومصادر التعلم، ويمكن استخدام البرامج التعليمية عبر الإنترنت ومقاطع الفيديو والتطبيقات التعليمية، حتى إن المدارس والجامعات أصبحت تبني نفسها حول التكنولوجيا، يستخدم مُعظمهم بوابات عبر الإنترنت لمنح الطلاب الوصول إلى كل ما يحتاجونه، لقد اخترقت التقنية حتى الفصل الدراسي حيث تم استبدال السبورات بألواح ذكية ويتم نشر نتائج الطلاب عبر الإنترنت للآباء الذين لديهم تسجيل دخول آمن.

وسوف تستمر الثورة التقنية في تغيير حياتنا، وعلى نظامنا التعليمي أن يستمرَّ في مواكبة هذه التغييرات، باعتبار أن هذه التقنيات ستستحوذ على المزيد من الاهتمام في المُستقبل، وسيُنفق الناسُ المزيدَ من الوقت على وسائل التكنولوجيا الحديثة.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر