تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

ما يجب التأكيد عليه دائمًا هو أن أيام قطر كلها وطنيّة، لكن الفعاليات التي تعمّ البلاد خلال هذه الأيام تُعبّر عن قيم اليوم الوطني، وتعمل على تحقيق رؤيته الداعية إلى الاعتزاز بالهُوية الوطنية القطرية، وتعزيز الولاء والتكاتف والوَحْدة، من خلال الأنشطة المُتنوّعة، التي تشمل كل ما كانت عليه الحياة قديمًا، في نقل صورة حية عن أجواء الماضي، لتصحب زوّار أماكن الفعاليات التراثية والثقافية في رحلة عبر التاريخ، يشهدون من خلالها طريقة عيش الآباء والأجداد، بهدف الحفاظ على التراث، وتعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن.

ويلاحظ الجميع أن الفعاليات التي تُقام سنويًا بهذه المُناسبة، تحتوي على قيم لليوم الوطني تسعى الدولة إلى ترسيخها وتجسيدها على أرض الواقع، من خلال البرامج والفعاليات، وهي «الإلهام»؛ بحيث تكون الفعاليات مُلهمةً للجميع، ولا يغني ما تُقدّمه لجنة اليوم الوطني عن أي فعاليات للمؤسسات أو الأفراد، بل هو مجرد مُحفّز للجميع، و«المشاركة»؛ حيث تُتاح لكل من يعيش على أرض قطر الطيبة، و«الإبداع»؛ لأن اليوم الوطني ساحة للإبداع الذي يُعدّ من أهم الموارد في قطر، فضلًا عن الشفافية والصراحة بين الجميع.

لذلك، نتطلع سنويًا إلى أن يمتدَ تأثير الفعاليات الوطنية التي نشهدها هذه الأيام في السلوك والشخصية، بما يخدم الوطن ويُساعد على نهوضه، والعمل على إبراز الرموز الوطنية في مُختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى رأسهم المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، وتعريف الجيل الناشئ بمعاني الولاء والتكاتف والوَحدة، وغرسها فيهم، من خلال الفعاليات الثقافية والتراثية والفنية، والتعريف بالتراث والتاريخ القطري، كما يجب عدم اختزال حِقبة التاريخ في أيام من الاحتفالات، بل هناك ضرورة للتركيز على الفعاليات التي لها عَلاقة بتاريخنا، وترتبط ارتباطًا مُباشرًا بهُويتنا وتقاليدنا المُميزة، والعمل على ربط الماضي ومواقفه الوطنية التي تعكس قيم الولاء والتكاتف والوَحدة بمواقف مُعاصرة تعكس القيم ذاتها، من خلال تعزيز الوعي لدى المُجتمع، والنهوض بوجدانه وضميره، لتجسيد القيم الوطنية.

ومما لا شك فيه أن اليوم الوطني للدولة مُناسبةٌ تتجدّد في كل عام، للاعتراف بما خطه الأجداد في سبيل نيل آفاق المجد، ومحطة لتعايش قيم الولاء والانتماء للوطن لدى جميع المواطنين، وغرس روح الاعتزاز والفخر بهذا الوطن المعطاء، وترسيخ دعائم القيم والمبادئ التي أرساها المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، وما بذله الأجداد من جهود من أجل أن تعلو راية قطر عالية خفاقة، كما أنها مُناسبة لتجديد الولاء لقائد مسيرة الوطن، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، حفظه الله.

وكل عام وأنتم بخير،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر