تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

التدريبُ هو وسيلةٌ لزيادة انتماء الموظفين وتحفيزهم على العمل ومُساعدتهم في تنمية أنفسهم داخل وخارج العمل، باعتبار أن وظيفة التدريب هي عملية مُساعدة الموظفين على تحقيق الفاعلية في عملهم الحالي والمُستقبلي، حيث يُساعد تدريب وتنمية العاملين على تطوير إمكاناتهم ومهاراتهم وزيادة مُستوى ثقتهم في أنفسهم، ما يؤدّي إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف المنشودة وتحفيزهم وتحسين رضاهم الوظيفي.

وربما يكون الموظف قادرًا على القيام بعمله، لكنه يحتاج لأن يُدرَّبَ على القيام بأعمال يقوم بها غيره وذلك لكي تتمكنَ المؤسسة من تدوير الموظفين من عمل لآخر، وهذا الأسلوب مُتبعٌ في كثير من سياسات الإدارات الحديثة، خصوصًا أن عملية تدوير الموظفين بين أعمال مُختلفة يكون لها جوانب إيجابية عديدة منها: عدم شعور الموظف بالملل نتيجة قيامه بنفس العمل لسنوات وسنوات، وتنمية خبرات مُختلفة لدى العاملين بما يُمكّنهم من تقلد مناصب إدارية عُليا، وكذلك عدم تمركز الخبرة في شخص واحد والقدرة على تغطية أي نقص في العاملين بالمؤسسة، فالتدريب يُمثل أحد العناصر الأساسية لنجاح أي مؤسسة.

وفي اعتقادي يجب تكثيف الدورات التخصصية، وذلك لمواكبة تطورات وتحولات سوق العمل، ولزيادة كفاءة الموظف وتعزيز قدراته وخاصة من لهم تعامل مُباشر مع الجمهور، فمن الضروري عدم إخضاع الموظف للدورات الروتينية، بل يجب أن تكونَ مدروسةً ومُنتقاة بعناية فائقة حتى يتم الخروج بأفضل النتائج وتؤتي هذه الدورات ثمارها، كما يجب التركيز على أهمية تدريب الموظفين الجدد بشكل مُكثف وذلك قبل عملية الإحلال، فالتدريب يعتبر خِيارًا استراتيجيًا لأي مؤسسة أو جهة تتطلع إلى إعداد كوادر بشرية قادرة على تلبية حاجات العمل ومواكبة التطوّرات والتغيرات السريعة التي تحدث في مجالات العمل.

وللتدريب أثناء الخدمة أهمية كبيرة نظرًا لما يُهيئه للموظف من معارف ومهارات جديدة تتطلبها مهنته أو من خلال معرفته بأفضل الحلول للمُشكلات التي يواجهها أثناء مُمارسته لمهنته، ما يزيده تمكنًا في أداء عمله ويُساعده على تجنب الأخطاء، ليصل بذلك إلى المُستوى المنشود الذي تطمح إليه أي جهة تسعى للرقي والتقدم، لأن بكل بساطة نجاحها يتوقف على كفاءة وفاعلية الموظفين بها.

وفي ختام هذا المقال، دعوني أتقدم بخالص الشكر والتقدير للقائمين على استضافة الدوحة لأعمال المؤتمر الأول للتدريب والتطوير الذي جاء تنظيمه تحت عنوان: «التدريب بين الواقع والمأمول وأثره على الاستثمار» بمُشاركة عدد كبير من الخبراء والمُختصين في هذا المجال، وعلى رأسهم الدكتور درع معجب الدوسري رئيس اللجنة العُليا المُنظمة للمؤتمر واللواء الركن الدكتور حمد المري نائب رئيس اللجنة المُنظمة، وسعادة الدكتور عبد المنعم عباس المُشرف العام للمؤتمر، والمُهندس محسن العجي الأمين العام للمؤتمر الذي شارك فيه أكثر من «280» مُدربًا من مُختلف الدول العربية والإفريقية بالإضافة إلى السويد والمملكة المُتحدة.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر