تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

تُدركُ القيادةُ الرشيدةُ للدولة الأهميةَ الحيويةَ لقطاع الشباب، والدور الذي يُمكن أن يقوموا به في النهوض بمُجتمعهم، فالشباب لديهم طاقات وفيرة، مُتفجّرة ومُتجدّدة، وهم نصف الحاضر وكل المُستقبل، كما أنهم أكثر القطاعات حيوية في كل المُجتمعات، بالنظر إلى ما يمتلكونه من طموحات غير محدودة وقدرات كبيرة على العطاء والابتكار.

وتأتي سياسةُ قطر الوطنية للشباب التي اعتمدها مجلس الوزراء، امتثالًا لرؤية القيادة الحكيمة لدولة قطر، الهادفة إلى بناء الإنسان القطري، وتعزيز مُشاركة الأجيال القادمة، في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إيمانًا منها بأهمية إتاحة الفرص أمام الشباب القطري، ليقوموا بدورهم المنوط بهم في تطوير مُجتمعهم في المجالات كافةً.

ويُلاحظُ الراصدُ لمُجريات الأمور أن الاهتمام بقضايا الشباب يتخذ طابع الشعارات في بعض الدول، لكن الاهتمام بقطاع الشباب في قطر، هو اهتمام حقيقي قائم على منهج مُتكامل، من خلال سياسات مُحددة، تُعبّر عن التزام صريح للدولة بقضايا الشباب، وتحديد احتياجاته وأولوياته، ويوفر برنامج عملها أساسًا لتوزيع الموارد اللازمة توزيعًا عادلًا لتلبية هذه الاحتياجات، وَفق مُقاربة واقعية لها دلالاتها المُتمثلة في إشراك الشباب بعمليات صنع القرار في بلادهم، وذلك من خلال مُشاركتهم الدؤوبة في وضع هذه السياسة وتنفيذها.

وبلا شك إن الجهود المتواصلة التي تبذلها الدولة من أجل تمكين قطاع الشباب، نجم عنها توفير الفرص الكافية أمام شبابنا ذكورًا وإناثًا، للمُساهمة بفاعلية في مسيرتنا التنموية التي أصبحت نموذجًا يُحتذى به على الصعيدَين الإقليمي والدولي، وهذا الأمر يلقي على الشباب عبء بذل المزيد من الجهود لاستغلال هذه الفرص بشكل كامل، والقيام بدورهم المأمول في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030م، حيث يُعدّ الإنسان الهدف الرئيسي للتنمية ومشاريعها الوطنية كافةً، بوصفه الثروة الأغلى والمورد الأهم والركيزة الأساسية التي يقوم عليها بنيان الدولة.

والشباب هم قوة الأوطان وأملها في بناء غدٍ أفضل، حيث ترقى برقيهم الأمم، ويبنى المُستقبل بطاقاتهم وقدراتهم ومهاراتهم، وبسواعدهم يُنجز التقدم وبثبات نحو غدٍ مُزدهر لأجيالنا الحالية والقادمة، فإن شباب قطر هم حاضر دولتنا ومُستقبلها المُزدهر، فهم مخزون طاقتها ومصدر ثروتها وقلبها النابض بالحيوية والنشاط نحو مزيد من التقدم والرخاء لمُجتمعاتنا، وبهمتهم نصنع مُستقبلًا مُشرقًا ونُحقق أعلى المراتب والمراكز ليس على مستوى المنطقة بل العالم أجمع.

واليوم من خلال هذه الاستراتيجية نرسم مُستقبل دولتنا، حيث نستثمر ثرواتنا ونوجّه جهودنا وخططنا نحو تطوير قدرات ومهارات شبابنا، فهم مقياس تقدمنا ومُحرّك لعجلة التقدم والبناء، فالاهتمام بالشباب هو نهج لحكومتنا، وسياسة قطر الوطنية للشباب نسعى من خلالها إلى تفعيل دور الشباب في مسيرة التنمية والبناء لدولتنا الحبيبة قطر، وإعطائهم فرصًا مُتكافئة في العمل على صقل مهاراتهم وإطلاق قدراتهم القيادية، فهي إطار وطني لعمل واقعي ورؤية مُستقبلية للجهود المبذولة في خدمة شباب الوطن، وجعلهم نموذجًا يُحتذى به على مستوى العالم.

ونُلاحظُ أن دولة قطر قد أولت اهتمامًا مُقدرًا لفئة الشباب وذلك من خلال الاهتمام بالتعليم والتدريب، والذي يعتبر إحدى الأولويات الأساسية بالدولة، كما تم إنشاء المراكز الشبابية العامة والمُتخصصة التي تعنى بتطوير قدراتهم وتعزيز مهاراتهم، وإتاحة الفرص الكافية لهم للمُشاركة بفاعلية في جميع مناحي الحياة، فالأمم تُبنى بسواعد وعقول شبابها، وقد برهن شبابنا على قدرته في تحقيق ذلك، ونأمل أن يستمرَ عطاؤه لنيل ما هو أرقى مُستقبلًا بإذن الله تعالى، وكلنا ثقة في عزيمة شباب قطر من أجل خدمة وطننا الحبيب، وتميز التجربة الشبابية القطرية في العالم.

والله ولي التوفيق.

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر