تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

يعودُ الطلاب إلى مدارسهم اليوم، لبداية الفصل الدراسي الثاني، بجميع المراحل الدراسية بمدارس الدولة التي تعمل بنظام المنهج الوطني، بعد توقف الدراسة لأكثر من شهر بمُناسبة انتهاء الفصل الدراسي الأول، وتنظيم قطر مونديال 2022، حيث قامَ الطلابُ بقضاء فترة إجازة مُمتعة في مُشاهدة مُباريات كرة القدم، والاستمتاع بالحدث الرياضي الذي تستضيفه الدولة لأول مرة في المنطقة والشرق الأوسط.
ولا شك أنَّ عمليةَ العودة إلى المدارس بعد فترة الانقطاع تتطلب تهيئة نفسية ومعنوية؛ حتى يكونَ الطلاب مُستعدين جيدًا للعودة إلى فصولهم الدراسية، فعملية التهيئة النفسية والمعنوية هي مسؤولية مُشتركة بين الأسرة والمدرسة، فلهما دور كبير وإيجابي في عملية التحول والانتقال من فترة الإجازة التي كانت تتميز بالاستمتاع والاستقرار النفسي وراحة البال، إلى مرحلة الدراسة التي فيها نظام ومسؤولية والتزام واستيقاظ مُبكر، فالمدرسة تلعب دورًا أساسيًا في التهيئة النفسية للطلبة وتنمية الاتجاهات الإيجابية تجاهها، وتكوين علاقة جيدة بينها وبين الطالب، والتكيف مع البيئة المدرسية.
كما يجب أن تتكاتفَ الأسرة مع إدارة المدرسة في مُساعدة الأبناء على التأقلم مع مُتطلبات اليوم الدراسي، وإظهار الوالدين سعادتهما بالعودة إلى المدارس بعد فترة الإجازة وليس العكس، حتى لا يؤثرَ ذلك على نفسية الأبناء، وعدم توجيه اللوم للأبناء الذين لم يُحالفهم الحظ في الحصول على درجات مُرضية في الفصل الدراسي الأول، ويجب ألا تكونَ عبارات التشجيع والتحفيز مُقتصرةً على الطلاب فقط، وإنما تمتدُّ لتشملَ الكادر التدريسي كذلك، بإرسال رسائل شكر تحتوي على عبارات تحفيزية مُتنوِّعة للمُعلمين والمُعلمات، تثني على الجهود المُميَّزة التي بذلوها، وتحثهم على مواصلة التميُّز والإبداع، في أداء رسالتهم التربويَّة في تعليم أبنائنا الطلاب لبناء مُستقبل مُشرق لوطننا.
ومن المُفترض ألا يقتصرَ دور المنظومة التعليمية المُتكاملة على تحقيق الهدف التعليمي فحسب، وإنما يجب عليها أن تسعى وتجتهد في مسألة تنمية الطالب فكريًا وتربويًا أيضًا، بحيث تقوم هذه المنظومة بما تشمله من كوادر تدريسية ومناهج تعليمية وبيئة مدرسية وأساليب تربوية، بخدمة العنصر الأساسي المُتمثِّل في (الطالب)، وغرس القيم والمبادئ الإيجابية فيه، وإكسابه المعلومات والمعارف، والسلوكيَّات السليمة والمهارات، التي تُعينه في المُستقبل، وذلك من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة المُنظمة والهادفة، وبالتعاون البنَّاء بين المُجتمع المدرسي من جانب وأولياء الأمور من جانب آخر.
وفي اعتقادي أن الدوام الدراسي المُتوازن سيُساعد الطلاب في كافة المراحل الدراسية على استيعاب كل ما يُدرس لهم، كما سيُتيح لهم وقتًا كافيًا لأداء واجباتهم والقيام ببعض الأنشطة البدنية المُهمة لهم كأطفال وشباب، ومن ثَمَّ الخلود للنوم مُبكرًا، لكي يتمكنوا من الاستيقاظ في الموعد المُحدّد لهم، حتى لا يكرهَ الطالب المدرسة، خاصة إذا وجد نفسه محصورًا في حلقة مُغلقة، مثل أداء الواجب المدرسي، أو النوم مُبكرًا للذهاب إلى المدرسة، ومن ثم تتحقق الفائدة الكاملة من المدرسة، ولا تجد تململًا من الطلاب أو أولياء الأمور. ومن واجبنا كخبراء وتربويين في هذه الفترة أن نبثّ الرسائل التوعوية والعبارات التحفيزية، التي تحثّ طلابنا – بالمراحل الدراسية – على الاجتهاد وهم مُقبلون على بداية الفصل الدراسي الثاني، وتشجيعهم على السعي بكل ما في وسعهم إلى التميّز والإبداع، باعتبار أن التحفيز في مجال التربية والتعليم يُعدُّ من أهم المُرتكزات التي من خلالها نصل إلى تحقيق أهداف التربية، حيث إن الطلاب الذين ليس لديهم دوافع وأهداف لن يتعلموا بشكل فعّال، ولن يحتفظوا بالمعلومات والمعارف والأفكار في ذهنهم للمُستقبل.
والله ولي التوفيق،،،

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر